(وطن) ـ ما زالت الفرق المختصة في موقع البئر التي سقطت فيها الطفلة «لمى»، يوم الجمعة قبل الماضي، تعمل على إزاحة الحاجز الترابي الذي يمثل خطورة بالغة على المنقذين.
يذكر أن الفرق القائمة على حفر البئر لانتشال الطفلة لمى أجرت دراسة للموقع مع خبراء أرامكو الذين أكدوا أن خطورة انهياره تصل إلى 100%، كما تمت الاستعانة بحفار عملاق «فرَّار» تابع لإحدى الشركات يمكنه الحفر في الأراضي الصخرية إلى مسافة تصل إلى 20 متراً. وأوضح الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني في تبوك، العقيد ممدوح العنزي، أنه تم إزالة الخطورة في الجدار الاستنادي، وحول فوهة البئر، والعمل جار لفتح طريق لنزول الحفار لمتابعة الحفر في البئر الموازية.
وهذا ليس التصريح الأول للدفاع المدني الذي يؤكد فيه قرب الوصول للطفلة.
ومع سطوع شمس اليوم التاسع تقضي “لمى الروقي” أسبوعاً في بئر بوادي الأسمر (30 كلم من محافظة حقل التابعة لمنطقة تبوك)، دون أن تتمكن فرق الدفاع المدني من استخراجها حتى الآن، وسط ترقب أسرتها وعشرات الآلاف من المتابعين.
ومنذ سقوط “لمى” ومعدات الدفاع المدني لا تتوقف ليلا نهارا وعلى مدار الساعة سعياً لاستخراجها من البئر التي سقطت فيها أثناء تنزه أسرتها الجمعة الماضية.
ويواجه “مدني تبوك” في كل يوم صعوبات تحول دون استخراج الطفلة، من بينها الرياح؛ إذ فوجئت الفرق في وقت سابق برياح شديدة تسببت بسقوط الأتربة والصخور؛ ما أضطر معه قائد الموقع لسحب الفريق خوفاً من حدوث مشاكل تعيق عمليات البحث وفق موقع (سبق) السعودي.
وبعد أن عاود العمل واجهوا صعوبة أخرى، تمثلت في ارتفاع مستوى الخطورة على العاملين بعد أن وصلوا إلى عمق 30 متراً، ثم استأنفوا العمل.
لكن الفريق واجه الجمعة طبقة صخرية عند نقطة النهاية، التي يتوقع العثور على “لمى” بها؛ ما يتطلب إزالة مرتفع ترابي، يهدد حياة المنقذين في حالة إزالة الصخور، وقامت بإزالته، وواصلت توسعة الطريق لإنزال الفرار بالقرب من فوهة البئر.
كما أن طبيعة الأرض الخطرة فاقمت الصعوبات التي تواجه الدفاع المدني بسبب الانهيارات المحتملة في أي لحظة، فضلاً عن برودة الطقس التي تصل درجاتها لمستويات متدنية.
وتتابع أسرة “لمى” لحظة بلحظة تفاصيل عمليات البحث لاستخراج ابنتهم؛ إذ يوجد في الموقع منذ الجمعة الماضية وحتى اليوم والد الطفلة وأقاربها.
والبئر التي سقطت فيها “لمى” هي بئر خيرية، حفرها أحد الأشخاص قبل ثماني سنوات، إلا أن أحدى الجهات اعترضت عليه؛ ما دعاه للتوقف؛ لتبقى البئر مصدر خطر على مدى ثماني سنوات، وسط غياب الجهات المعنية التي تهاونت في إغلاقها بشكل صحيح، وتهاونت أيضاً في إلزام صاحب البئر بإغلاقها حتى سقطت فيها “لمى”؛ ليسجل سقوطها قصة ألم لن تنسى.