أثار التبرع المالي الكبير الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة لخزينة السلطة الفلسطينية وقدره 50 مليون دولار أمريكي، العديد من التساؤلات حول إن كانت العلاقات بين الطرفين قد تحسنت، في ظل القطيعة القائمة على خلفية فصل حركة فتح للنائب محمد دحلان المقيم في أبو ظبي والقريب من مسؤولي هذا البلد.
ونقلت صحيفة “رأي اليوم” التي استفسرت من أحد مسؤولي حركة فتح عن إن كان هناك مصالحة وشيكة بين أبو مازن ودحلان حسب رغبة الإمارات، قوله أن الملف هذا “جرى نسيانه”، وأنه لا يوجد خطط للمصالحة، ولا أي وساطات جديدة، على اعتبار أن الموقف العام في اللجنة المركزية وعند الرئيس لا زال قائما، برفض المصالحة، على اعتبار أن لها تداعيات وملفات جنائية، وفق الاتهامات التي وجهت من فتح لدحلان.
وقدمت الإمارات العربية المتحدة مبلغ قدره 50 مليون دولار لدعم الخزينة الفلسطينية، حيث أوقف هذا البلد العربي خلال السنتين الماضيتين عمليات دعم السلطة الفلسطينية بعد أن قرر الرئيس عباس فصل النائب دحلان من عضوية حركة فتح واللجنة المركزية.
وجاء وقف المنح الإماراتية المالية للسلطة، بسبب رفض الرئيس أبو مازن العديد من الوساطات والتدخلات الإماراتية لإنهاء الخلاف، كذلك رفض وساطة شخصيات قيادية فلسطينية وعربية عملت بعلم من الإمارات لإنهاء الخلاف.
وتفيد معلومات أن مسؤولي الإمارات كانوا قد أثاروا ملف المصالحة مع أبو مازن خلال زيارته له قبل عامين في الأمارات، وأنه وعد ببحث الملف عند عودته لرام الله، غير أنه أهمل القضية بالكامل، ما دفع وقتها حكومة أبو ظبي إلى وقف المساعدات المالية.
وطوال العامين الماضيين لم تقدم الإمارات سوى منحة واحدة أفل من الحالية، على خلاف ما كانت تقدمه في السابق بحيث كان يصل قيمة تبرعاتها إلى أكثر من 170 مليون دولار سنويا، وكانت تعد من الدول العربية الأكثر تبرعا إلى جانب السعودية.
وتفيد المعطيات أن الإمارات تدعم كثيرا دحلان، وعتبت كثيرا على أبو مازن لرفضه وساطتها، واتخذت خطوة وقف الدعم المالي للسلطة كرد منها على عدم المصالحة وعودة دحلان لفتح.
ولا زال النائب دحلان يقيم في الإمارات وله هناك مكتب يتواجد فيه طاقمه المقرب في العمل، وترددت أنباء مؤخرا أن الرجل يريد توسيع نشاط عمله وبناء تحالفات تؤيده في الساحة اللبنانية والأوروبية.
وجرى وأن قام الرئيس عباس من أجل ذلك بفصل مسؤول الكفاح المسلح في لبنان العميد محمود اللينو، وكذلك فصل أحد سفراء السلطة في أوروبا، بعد أن جرى اتهامهم بمساعدة دحلان في مخططه الجديد.
وتوقفت مؤخرا الوساطات التي كان يقوم بها شخصيات فلسطينية، ويبدو أن الإمارات باتت مقتنعة أن أبو مازن لن يقدم على خطوة المصالحة هذه.
وعقب وصول الدعم المالي الإماراتي لخزينة السلطة، قدم أبو مازن الشكر لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وقال في برقية بعثها له “يطيب لي أن أتقدم لسموكم وإلى حكومة وشعب الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بجزيل على الدعم المتواصل الذي تقدمونه للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”.
وأكمل “بهذه المناسبة أود أن أشكركم على الدعم المالي الذي وصل اليوم إلى خزينة وزارة المالية الفلسطينية بقيمة 50 مليون دولار، والذي سيمكن الحكومة الفلسطينية من تسديد جانب من التزاماتها تجاه البنوك المحلية والقطاع الخاص”.
وتمنى عباس لدولة الإمارات موفور الصحة والعافية ولحكومة وشعب الإمارات المزيد من التقدم والازدهار.