تناقل ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، مقطعا مصورا قصيرا يظهر طفلاً سورياً لاجئاً في إحدى ضواحي العاصمة دمشق، وهو يتناول قطعاً من الكرتون ليسد رمقه، ويتفادى الهلاك جوعا.
وكان الطفل يتحدث إلى الكاميرا ووجهه يفيض بالأسى الذي يعيشه السوريون في المخيمات، بينما يقضم قطعاً من الكرتون على شكل لقيمات ليسكت بها ألم الجوع.
وقال الطفل إنه يأكل الورق لأنه لا وجود للطعام، كما إن بعض الطعام فاحش الغلاء بشكل لايمكن تخيله، ضاربا مثلا بكيلو الأرز الذي يبلغ 9 آلاف ليرة، بيما يترواح سعره بين 170 و250 في بقية مناطق سوريا غير الخاضعة للحصار.
وتحت عنوان “الجوع أو الركوع”، يخضع نظام بشار الأسد جنوب دمشق وغوطتيها لحصار شديد منذ أشهر طويلة، يمنع بموجبه إدخال أي مواد غذائية إو إمدادات طبية، فضلا عن قطع الوقود والكهرباء، ما جعل وضع عشرات آلاف السكان العالقين هناك تتدهور، وقد نجم عن ذلك وفيات نتيجة المجاعة ونقص التغذية، طالت في معظمها أطفالا صغارا.
ويتساءل هؤلاء العالقون عن جدوى كل شعارات حقوق الإنسان وحملات الإغاثة، التي لم تغن عنهم شيئا ولم تستطع أن تدخل لهم كسرة خبز، تاركة إياهم فريسة للجوع والبرد، وقبل ذلك لنظام متوحش، لم ولن يتوانى عن إفنائهم جميعا، فقط لأنهم يطالبون بالحرية والعيش بكرامة، بعيدا عن الاستبداد، وتوريث البلاد كالمزرعة.
وسبق لناشطين أن بثوا مقاطع كثيرة تظهر شراسة الحصار الأسدي على مناطق من حمص وودمشق ريف دمشق بالذات، حيث أظهرت تلك المقاطع اضطرار الناس لأكل لحوم القطط والكلاب والحمير، حتى إن إحدى الصور أظهرت أناسا في الغوطة قتلوا “أسدا” وكانوا يهمون بسلخه وتقطيعه.
زمان الوصل