كل أغنية توجب الطرب حرام. هكذا يقول حسن نصرالله، قبل أن يكون أمينًا عامًا لحزب الله بزمن طويل. هذا كان رأي نصرالله في الأغنيات، غير مستثن منها الأغنيات الوطنية، التي سادت في السبعينات والثمانينات، في موجة المقاومة الوطنية لإسرائيل، والتغني بفلسطين، والإنشاد على نية المقاومة الفلسطينية.
تحب نصرالله
ليس البحث في قديم نصرالله اليوم من نوع “عبث وتولى”، إنما يأتي على خلفية الصراع الافتراضي والإعلامي الذي ساد الساحة اللبنانية في اليومين الماضيين، بعد تصريح للفنان زياد الرحباني، ابن فيروز وعاصي الرحباني، بأن فيروز، أو سفيرتنا إلى النجوم كما يسميها اللبنانيون، تحب نصرالله.
هذا التصريح قسم اللبنانيين، بالرغم من أن فيروز أيقونة لبنانية جامعة، لا يحلو للبناني أن يبدأ نهاره إلا بوحي من أغنياتها، التي تتبارى الإذاعات اللبنانية الكثيرة على الترنم بها صباحًا.
المهم يسمحلنا نسمعك!
قال زياد إن فيروز تحب نصرالله، فهلل أحباب نصرالله، بينما تلقت فيروز سيلًا من الشتائم ممن يكرهون نصرالله، وأحباب نصرالله. وخرجت صحيفة لبنانية موالية لحزب الله مصدرة صفحتها الأولى بصورة لفيروز، وتحتها “موتوا بغيظكم”، متوجهةً بشكل سافر إلى شريحة واسعة من اللبنانيين نفرت من حب سيدتهم فيروز لسيد المقاومة.
لربما غير نصرالله رأيه اليوم من الغناء، تماشيًا مع ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر المسيحي، أو لحاقًا بركب التفاهم الإيراني الغربي، لكن مشروع دولة الولي الفقيه في لبنان سيعيده بسرعة البرق إلى قديمه. وكما قال المدون والناشط زياد توبة، متوجهًا إلى فيروز: “مش مهم إنت تحبيه، المهم يسمحلنا نسمعك بالأول!”.