بعد ساعات قليلة من انتقادات نادرة وجهتها موسكو لحيلفها بشار الأسد نتيجة حديثه المتكرر عن “ترشحه للرئاسة”، انبرى نائب وزير خارجية النظام فيصل مقداد للرد على روسيا، ولكن عبر التهجم على المعارضة!
وقال مقداد إن “أحدا لا يمكنه منع الرئيس بشار الاسد من الترشح لولاية رئاسية جديدة في العام 2014″، متابعا: “اسأل المعارضة لماذا لا يحق لمواطن سوري أن يترشح. من يمكنه أن يمنعه؟ لكل مواطن سوري الحق في أن يكون مرشحا”!.
وتاتي تصريحات مقداد في نفس اليوم الذي اتهمت روسيا بشار بتصعيد التوتر في بلاده جراء تصريحاته حول احتماله ترشحه مجددا بعد انتهاء ولايته الحالية منتصف السنة المقبلة.
وفي حديث لايحمل رائحة أي “لباقة دبلوماسية” من رجل يفترض أنه دبلوماسي، ويتحدث لوكالة الأنباء الفرنسية الرسمية، أضاف مقداد “نريد في ختام المفاوضات أن تحدد صناديق الاقتراع من يقود البلاد، والرئيس الاسد يحظى بغالبية كبيرة، بعكس الرئيس (الفرنسي) فرنسوا هولاند الذي لا يحظى بتأييد سوى 15 بالمئة من الشعب في بلاده”!
وحاول مقداد أن يبدو كمن “يجتهد” برأي من عنده، فقال: “برأيي أن على الرئيس الأسد أن يكون مرشحا، لكنه هو من سيقرر ذلك في الوقت المناسب.. لا يحق لاحد التدخل والقول إذا ما كان عليه الترشح أم لا. هذا قرار يجب أن يتخذه الرئيس بنفسه بتأييد من الشعب السوري”.
وبخصوص “جنيف 2″، أكد مقداد أن وفدا رسميا من 9 أعضاء و5 مستشارين سيشارك في المؤتمر الذي يبدأ في 22 الشهر المقبل في مدينة مونترو السويسرية، قبل مواصلته في جنيف.
وقال: “نحن مستعدون بشكل كامل وسنعلن أسماء الأعضاء في وقت سريع”.
ورفض مقداد الإجابة على سؤال حول استعداد بلاده لمحاورة “الجبهة الاسلامية” التي تشكلت حديثا، وتضم مجموعات إسلامية بارزة تقاتل ضد النظام، علما أن واشنطن أبدت استعدادا لمحاورتها ومشاركتها في المؤتمر.
وأضاف أنه “علينا أن نرى نتائج نقاشات روبرت فورد؛ لأن الاميركيين معنيون بتأليف وفد المعارضة. لا أريد التعليق قبل أن أرى ممن سيتشكل هذا الوفد، ومن المفترض أن يقدم الأميركيون الأسماء الجمعة”.
ورأى المقداد أن “الهدف الرئيس من مؤتمر جنيف 2 هو وقف الإرهاب والقتل. هذه نقطة أساسية يجدر على كل السوريين الاتفاق عليها، وبعدها كل النقاط الأخرى تكون مفتوحة على النقاش”.
واستخدم نظام بشار الأسد عبارة “إرهابيين” لوصف المتظاهرين السلميين ضد نظامه، ثم خلع هذا الوصف على من يقاتلونه بعدما دخلت الثورة مرحلة العسكرة، كرد فعل على حجم الإجرام الموجه ضد المدنيين العزل.
وردا على سؤال عما إذا كانت حكومة الوحدة الوطنية تعني وجود ممثلين للنظام والمعارضة، أجاب: “بالتأكيد، ومستقلون حتى”.
ومفردة “مستقلون” -كما يعرفها السوريون- تعني في قاموس نظام دمشق، شخصيات يصنعها النظام ويلمعها، ثم يقدمها بوصفها غير محسوبة على أي حزب أو جهة!
وتعقيبا على سؤال حول إذا ما كان يمكن رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا أن يكون وزيرا، قال مقداد “لا أريد أن أتدخل في شؤون المعارضة… عندما نلتقي في جنيف ويقول ممثلها إن هذا هو مرشحنا لهذا المنصب الوزاري، سنناقش الموضوع”.
ورفض مقداد التعليق عما إذا كان سيصافح ممثلي المعارضة في المؤتمر، مشيرا إلى أن الوفدين لن يتوجها بالحديث إلى بعضهما البعض مباشرة حول طاولة المفاوضات.
وأشار إلى أن “الطريقة التي حددتها الأمم المتحدة هي أن يوجه كل طرف حديثه إلى الأخضر الإبراهيمي، وهو الذي سيتولى قيادة المفاوضات”.
أما ممثلو الولايات المتحدة وروسيا الذين سيطلق عليهم اسم “المبادرون”، فسيكونون موجودين على مقربة من قاعة الاجتماعات. وقال مقداد “سيجلسون في غرفتين على مقربة من القاعة. دورهم يقوم على تقديم المشورة أو محاولة حل مشكلة إذا ما أراد أي من الوفدين إبلاغهم بها”.
وتذكر هذه الطريقة التي تحدث عنها “مقداد” بالطريقة التي شارك فيها نظام بشار الأسد بما سماها حينها “المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل”، والتي عقدت بوساطة تركية قبل عدة سنوات.
وانتقد مقداد بشدة المملكة العربية السعودية، قائلا: “أعتقد أن لدى الذين دعموا المجموعات الإرهابية شعور حاليا بأنهم ارتكبوا أخطاء كبيرة. الدولة الوحيدة التي ما زالت تعلن دعمها الكامل للمجموعات الإرهابية وتنظيم القاعدة، هي السعودية”.
وتابع “إذا ما أراد العالم أن يتفادى 11 سبتمبر جديدا، عليه أن يقول لهذا البلد “كفى”، ووضعه على لائحة الدول الداعمة للإرهاب”.
وحول مشاركة إيران حليفة نظام بشار في المؤتمر، اعتبر المقداد أنه “من المؤسف أن فرنسا والأميركيين يشددون على عدم مشاركة إيران، في حين أن السعودية التي تدمر سوريا ستكون موجودة”.
زمان الوصل