غمز المفكر العربي الفلسطيني عزمي بشارة من قناة “الجزيرة” تلميحا وليس تصريحا بعد لقاء أجراه مراسلها تيسير علوني مع أمير جبهة النصرة في سوريا “أبو محمد الجولاني” اليوم.
ووصف تقديم بعض الحركات الإسلامية بشكل غير نقدي كبديل لنظام دمشق في وسائل إعلام مؤيدة للثورة بأنه جريمة بحق الثورة والشهداء والضحايا والشعب السوري.
وشخّص ما يجري في سوريا بأنه عملية إبادة (جينوسايد) بكل المقاييس، بل “إنها محرقة”….
وقال على صفحته في “فيسبوك” إن الأدلة سوف تثبت لاحقا أنه حتى الأرقام التي تبدو الآن مهولة هي أرقام متواضعة قياسا بالعدد الحقيقي للضحايا.
وأكد أن النظام السوري المتهاوي والمنخور بالفساد وهو “في عزه” لم يكن بإمكانه أن يقوم بمثل هذه الإبادة الوحشية البهيمية من دون الدعم المثابر الذي يتلقاه من حلفائه المدفوعين بالطائفية والمصالح، ولولا انتهازية ما يسمى بـ”أصدقاء سوريا”.
وأشار بشارة إلى أن المصيبة الثانية التي حلت بالسوريين وابتلوا بها هي نشوء معارضة مسلحة لا علاقة لها بدوافع الثورة وأهدافها تثبت ما سعى النظام لإثباته لناحية البدائل: “إما النظام أو فوضى الجماعات المسلحة والقاعدة.”
ورأى مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن النظام في سوريا ربما فقد شرعيته حتى دوليا، “لكن من يعمل ليل نهار على إعادة الشرعية له (في عيون براغماتية غربية وشرقية) هو حركات إسلامية متطرفة ليس ليها رؤية ولا برنامج لتنظيم مجتمع”.
واعتبر أن الجمل والشعارات غير المترابطة التي تكررها تلك الجماعات، وتزعم أنها رؤية لا يمكن أن تحظى بشرعية في أي مكان لا في الغرب ولا في الشرق، لا عند المسلمين ولا غير المسلمين، لا في سوريا ولا في بقية العالم العربي.
وخلص إلى القول إن ثمة من حاول بداية إقناع الآخرين أن هذه الحركات تقاتل ولكنها لن تطرح كبديل للنظام في حكم سوريا، لافتا إلى أن العالم بدأ يشهد تقديما غير نقدي لها كبديل في وسائل إعلام مؤيدة للثورة.
ووصف بشارة من يفعل ذلك بأنه يرتكب جريمة بحق الثورة والشهداء والضحايا والشعب السوري، وبحق قضية الديمقراطية في المنطقة.
زمان الوصل