بدأت بوادر معركة خفية بين ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومدير المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان آل سعود، بسبب خلافات بينهما حول الملف السوري والاتفاق النووي الإيراني مع الغرب.
وقالت مصادر ديبلوماسية بمقر الجامعة العربية لـ”بوابة القاهرة” إن أبو ظبي، التي هرولت لمباركة الاتفاق النووي الإيراني ، من خلال إيفاد وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى طهران لتأييد الاتفاق دون استشارة أو التنسيق مع الرياض التي رأت تلك الخطوة هرولة غير مبررة، أصبحت أكثر قربا لوجهة نظر إيران بشأن الملف السوري، حيث ترى ضرورة بقاء نظام بشار لمحاربة ما تسميه التطرف الإسلامي بالمنطقة، وهو ما يخالف توجهات السعودية ورؤيتها تجاه الملف وهى الإستراتيجية التي وضعها ويشرف عليها الأمير بندر نفسه.
وسربت مصادر لبنانية أن الإمارات أجرت اتصالات مع النظام السوري، وأخبرته أنها غير مسؤولة عما تفعله السعودية في سوريا، وأنها تختلف معه.
وأضافت المصادر إن الخلافات بين الجانبين بدأت تظهر للعلن مؤخرا، بعد أن غرد عبر موقع (تويتر) الأكاديمي والكاتب عبدالخالق عبدالله المقرب من السلطات الإماراتية، ليشن هجوما عنيفا على السياسية السعودية بسوريا وعلى الأمير بندر نفسه.
وكان عبدالخالق عبدالله، قد شن هجوما عنيفا على السعودية وسياستها بسوريا وذلك على مدى يومين متتاليين، حيث كتب على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أمس الأول قائلا:” الثورة السورية في مأزق والديبلوماسية الخليجية تجاه سوريا في مأزق والسياسية السعودية في سوريا التي يديرها الأمير بندر بن سلطان على وشك الفشل ” .
ويبدو أن عبدالله لم يجد الصدى المطلوب من تغريدته، فعاد في اليوم التالي أمس الجمعة وبذروة الدخول الخليجي على “توتير” ليعيد تكرارها مع تعديل بعض الكلمات لتكون كلمة الإفلاس بدلا من الفشل، والتأكيد على قيادة الأمير بندر للملف لتصبح التغريدة: ” الثورة السورية في مأزق والديبلوماسية الخليجية تجاه سوريا في مأزق أكبر والسياسية السعودية في سوريا بقيادة الأمير بندر بن سلطان على وشك الإفلاس “.
واقترب عبدالله أكثر من الموقف الايراني من الأزمة السورية، عندما قال ردا على أحد المعلقين:”الدعم السعودي والخليجي للمعارضة السورية لم يحقق نتائجه والمعارضة مفككة وبعكس ما هو متوقع برزت القاعدة والغلاة في سوريا ” حسب تعبيره.
وأشارت المصادر الديبلوماسية العربية في هذا الصدد إلى أن تلك التصريحات أغضبت الأمير بندر بن سلطان والأجهزة الأمنية السعودية التي وجهت عناصرها للرد على عبدالله ومهاجمته، وألمحت المصادر إلى إمكانية تطور الخلاف خلال الفترة المقبلة خاصة في ظل اعتقاد الرياض بأن أبو ظبي تقوم بسياسة انتهازية في المنطقة، حيث أظهرت للسعودية الدعم في عدة من ملفات، لكنها التفت عليها وتبحث عن مصالح خاصة ضيقة من بينها وعد إيراني غير موثوق بإعادة الجزر الإماراتية المحتلة في الخليج.
وطبقا للمصادر فإنه يبدو أن هناك تباعدا بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، وسط أنباء عن وجود خلافات في وجهات النظر تجاه السياسة الخارجية للإمارات التي تقودها أبوظبي بين حكام الإمارات الست،فى ظل رغبة من بقية الإمارات بأهمية استمرار توثيق العلاقات مع السعودية، وضرورة التنسيق معها قبل أي خطوة خاصة في ظل الظروف الصعبة الحالية التي تمر بها منطقة الخليج .