رغم موجة البرد القارس التي تجتاح البلاد لم تتوقف ماكينة القتل الطائفي في مدينة “النبك”، واستمر الأهالي باكتشاف مجازر جديدة ضحيتها أحباء وأقرباء لهم، قضوا ذبحا وحرقا، ليرتفع عدد شهداء المجازر الموثقين إلى أكتر من 250 شهيدا.
المجزرة الخامسة من حيث العدد، راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين في قبو منزل في شارع الأمين, واستطاع الأهالي التعرف على 14 فردا منهم بصعوبة، معظمهم من عائلة “بنوت”، في حين ما زالت عديد الجثث مجهولة الهوية، أو يصعب التعرف عليها نتيجة الحرق والتنكيل الذي تعرضت له على يد قوات النظام والميليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانبها.
وطالب ناشطو “النبك” -وبشكل عاجل- تدخل المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية لتوثيق المجازر في المدينة، وذلك بسبب عدم تمكن الناشطين من توثيق تلك الجرائم كاملة، نظرا لصعوبة وصولهم إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام.
ووفق الناشطين فإن الشهداء الموثقين حتى اللحظة هم: محمد السمان, وصبحي بنّوت، وزوجته سوسن زريقي، وبناته اعتدال وسوزان وخولة وشيماء، بالإضافة إلى زوجة حسن موسى حسن، وأولاده محمود وآيات ومنار(13عاما) وشهد (6 سنوات)، وأبناء الشهيدة آيات وهم الطفلة ملاك أنس لطوف (3 أعوام)، والرضيعة جنى (5 أشهر فقط) 3- جنى أنس لطوف ابنة الشهيدة آيات 5 أشهر.
وكان أهالي “النبك” اكتشفوا قبل عدة أيام مجزرة راح ضحيتها خمسون مدنيا على الأقل، حرقا وذبحا على يد فرق الموت الشيعية العراقية.
وتعتبر تلك المجزرة الرابعة الموثقة من حيث عدد المجازر التي اكتشفت في المدينة المنكوبة, حيث وثق الناشطون في المجزرة الأولى 41 شهيدا من آل مستو وعلوش والأقرع، وجل الشهداء من النساء والأطفال، في حين راح خمسون مدنيا شهداء في المجزرة الثانية التي ارتكبت بحق آل الأديب وآل خباز، أما المجزرة الثالثة فكانت بحق آل الصلوع وآل اسماعيل وآل العرسالي، وأما المجزرة الرابعة فكانت بحق آل عابدة وعوائل اخرى لم يتمكن الثوار من توثقيهم جميعا في حين يتوقع أن يزيد عدد شهدائها عن أربعين.
ويلقي الناشطون والثوار التهمة في ارتكاب تلك المجازر على الشبيحة والميليشيات الشيعية التي تساند قوات النظام, على اعتبار أنها القوة الأساسية التي تقاتل الآن في “النبك”, وخاصة ألوية “ذو الفقار” و”أبو الفضل العباس”، التي تقاتل في الصفوف الأولى للمعركة.
ويؤكد الناشطون أن الميليشيات الشيعية، تقوم بعمليات تطهير طائفي في المدن التي تدخلها، تستهدف الأطفال والنساء والرجال, عبر إبادة عائلات بأكملها في المناطق التي تسيطر عليها، كما يحصل في مدينة “النبك” في القلمون.