قال مسؤول كبير سابق في الاستخبارات الاميركية ان النزاع في سوريا يشكل تهديدا كبيرا لامن المنطقة لدرجة ان انتصار نظام الرئيس السوري بشار الاسد قد يكون افضل نتيجة يمكن ان نأمل ان يسفر عنها النزاع.
ودانت الولايات المتحدة طريقة تعامل الاسد مع الازمة، وهددت بشن ضربات جوية على سوريا بعد اتهامه بقصف مدنيين باسلحة كيميائية، وطالبت بتنحيه.
وتقوم الولايات المتحدة بامداد عدد من جماعات المعارضة التي تقاتل الاسد بمساعدات “غير قاتلة” بملايين الدولارات.
الا ان مايكل هايدن، الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الاميركي، والذي ترأس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) حتى العام 2009، قال ان انتصار المسلحين ليس من بين النتائج المحتملة التي يتوقعها للنزاع في سوريا.
وقال في كلمة امام المؤتمر السنوي السابع لخبراء مكافحة الارهاب الذي نظمه معهد جيمس تاون “ان الخيار الثالث هو انتصار الاسد”. واوضح “يجب ان اقول لكم انه في الوقت الحاضر، ورغم البشاعة التي سيبدو عليها ما ساقوله، فانني اميل الى الخيار الثالث على اعتبار انه افضل الخيارات الثلاثة المحتملة والبشعة جدا جدا للنزاع”.
وقال ان الخيار المحتمل الاول هو استمرار النزاع بين السنة الذين يزدادون تعصبا، والفصائل الشيعية.
ويهيمن المسلمون السنة على الجماعات المسلحة، بينما يدعم العلويون والشيعة والاقليات المسيحية نظام الاسد.
أما الخيار الثاني الذي راى هايدن انه الاكثر ترجيحا فهو “تفتت سوريا” وانتهاء الدولة السورية الواحدة بشكلها الذي حدده اتفاق سايكس-بيكو بين فرنسا وبريطانيا عام 1916.
واوضح ان ذلك يعني “انتهاء اتفاق سايكس-بيكو، وبدء عملية تفكك جميع الدول الاصطناعية التي تم خلقها بعد الحرب العالمية الاولى”.
وكان الدبلوماسي البريطاني مارك سايكس ونظيره الفرنسي فرنسوا جورج بيكو قاما بتقسيم منطقة الشرق الاوسط الى مناطق نفوذ اصبحت بعد ذلك حدودا لدول عربية مستقلة.
وراى هايدن ان تفكك سوريا قد يؤدي الى نشر الفوضى في لبنان والاردن والعراق.
واضاف “انني اخشى بشدة تفتت الدولة (السورية)، اي انتهاء سايكس بيكو على الارض .. ليصبح لدينا فضاء ليس فيه حكم عند مفترق الحضارات”.
واوضح ان “الفكرة السائدة بالنسبة لسوريا الان هي سيطرة الاصوليين السنة على جزء كبير من مناطق الشرق الاوسط، وانفجار الدولة السورية وانتهاء بلاد الشام +المشرق+ التي نعرفها الان”.
وادى النزاع الدائر في سوريا منذ مطلع 2011 الى مقتل نحو 126 الف شخص، بحسب ناشطين.
وتبذل جهود لعقد مؤتمر جنيف-2 في 22 كانون الثاني/يناير يهدف الى الاتفاق على الانتقال السياسي لانهاء النزاع المستمر منذ نحو ثلاث سنوات.
واعلنت الامم المتحدة الخميس انه لم يتم الانتهاء بعد من وضع قائمة باسماء الدول التي ستشارك في مؤتمر جنيف2 للنزاع في سوريا.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسركي ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ناقش المسالة الخميس مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
واضاف انه “حتى الان لم يتم الانتهاء من وضع القائمة”.
وصرح دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس ان المؤتمر سيعقد في مدينة مونترو بسبب نقص الغرف الفندقية في مدينة جنيف التي يقام فيها معرض للساعات الفاخرة في تلك الفترة.
وسيلتقي مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة الاخضر الابراهيمي في جنيف في 20 كانون الاول/ديسمبر مع مسؤولين روسيين واميركيين للاعداد للمؤتمر، بحسب المتحدث.
واضاف “في النهاية فان الامين العام هو الذي سيصدر الدعوات” الى المؤتمر، مشيرا الى ان ذلك سيتم “بعد فترة قصيرة من اجتماع 20 كانون الاول/ديسمبر”.
وطبقا لدبلوماسيين فانه من المقرر ان تكون ايران التي تؤيد نظام الاسد، والسعودية التي تدعم المعارضة، من بين 30 بلدا تشارك في المؤتمر الذي لا تتجاوز مدته 24 ساعة فقط.
وذكر دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس انه “في الوقت الحالي فان 32 بلدا مدعوة (للمؤتمر) ولكن هذا العدد يمكن ان يزداد لان الجميع يرغب في المشاركة”.
واضاف ان معظم الدول ستمثل بدبلوماسيين كبار “وكل وزير يمكنه ان يتحدث لمدة خمس دقائق”.
وسيرسل كل من النظام السوري والمعارضة وفدا الى المؤتمر، وسيعقد الوفدان محادثات ثنائية بحضور الابراهيمي في 24 كانون الثاني/يناير في جنيف.