يتسابق الوعاظ والشيوخ والدعاة وكل من على شاكلتهم لحصد أكبر عدد من المتابعين لأنهم وجدوا أسهل طريقة على ما يبدو، فيكفي أن تفتي “فتوى غريبة إن لم نقل عجيبة”، وفق ما وصفها مغردون على الشبكات الإجتماعية لتتحول إلى “نجم”.
في هذا السياق أفتى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ علي الحكمي، بعدم جواز متابعة حسابات الأبراج على تويتر، مبينا أن من يتابع أصحابها ومن يصدقهم يقع في كبيرة من الكبائر وهي الشرك بالله، وأن هذا العمل يستوجب التوبة.
وتعليقا على ذلك كتب مغرد “التكفير والشرك عندنا مثل شرب الماء”.
وقال الحكمي إن أصحاب هذه الحسابات، بدأ أعداد متابعيهم بالتزايد في الآونة الأخيرة ووصل عدد المتابعين لبعض الحسابات نحو 160 ألف متابع”.
وقال مغردون “ما رأيكم أيها الشيوخ لو تعقبون على القضايا الهامة والساخنة فهي لها الأولوية”. وقال آخر “أعتقد أن ما في فرق بينكم وبين حسابات التنجيم. هم يتنبؤون بالأيام والشهور في الدنيا، وأنتم تحكمون على عباد الله بالنار وحرق الوجوه وتقيمون من يدخل الجنة والنار.. متابعة حسابات الأبراج شرك وحرام ومتابعتكم حلال حلال… لكم ما حكمكم في استخدام الإنترنت وتويتر والكمبيوتر الكافر المستورد من بلاد الغرب”.
ويقول بعضهم إن شعبية الشيخ فلان أو الداعية فلان، على مواقع التواصل الاجتماعي تنمو كالفطر، ولا يحتاج الأمر أكثر من 140 حرفا، هي حجم التدوينة الأطول على تويتر.
وأصبحت الفتاوى وأصحابها يشغلون مساحة واسعة في عالم التغريد والفيسبوك.
وإن كانت الفتوى تستغرق في السابق وقتا كي تنتشر بالطرق التقليديّة، فقد كانت الفتاوى المثيرة للجدل تبدأ من خلال مقابلات تلفزيونية يتم تداولها على موقع يوتيوب، ثم ينشأ حولها نقاش على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك.
ولكن في الأعوام القليلة الماضية انقلبت المعادلة وتحولت الشبكات الإجتماعية من ساحة لمناقشة هذه الفتاوى إلى الوسيلة الأوفر لنشرها، لتصل خلال ساعات إلى العالم العربي بأكمله.
عجائب الفتاوى وغرائبها على تويتر كثيرة، كما أنّ معظم نجومها كانوا وما زالوا من “شيوخ الفضائيات”.
فقد قرّر الداعية علي الربيعي سابقا أن “خلع جميع الملابس أثناء ممارسة العلاقات الزوجية تبطل عقد الزواج”، والسبب في ذلك “ألا تتشبهوا بالكفار”.
وانتشرت فتوى لمحمد العريفي تحلل “جهاد المناكحة”، الخاص “بالمجاهدين في سوريا” التي نفاها في وقت لاحق.
وإلى جانب الفتاوى الدينيّة، هناك من يستخدم تويتر منبرا للفتاوى السياسيّة والتحريض الطائفي.
في مقابل ذلك انتشرت حسابات نقدية ساخرة تقمّص أصحابها أدوار دعاة لانتقاد التساهل في إصدار الفتاوى.
قد سبق أن أصدر رجل دين سعودي أطلق على نفسه “الدَّاعية العلامة أبو البراء” عبر حسابه على تويتر فتوى تحرم على المرأة استخدام مكيفات الهواء”.
وكتب “الداعية” فتواه التي جاءت بعنوان: تحريم تشغيل المرأة للمكيف في حال عدم حضور زوجها. وأكد خطورة تشغيل المرأة للمكيف، الذي قد يؤدي إلى انتشار الفاحشة بالمجتمع لأن ذلك يعطي إشارة للجيران بتواجدها بالمنزل وقد تقع في الزنا أو ما شابه ذلك.
وفي السعودية يطالب مغردون بسن قوانين لمعاقبة مطلقي الفتاوى التي اعتبروها مسيئة للمملكة وعلمائها.