واصل امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الثلاثاء محاولاته للتقريب بين دول مجلس التعاون الخليجي، عقب تفجر الخلافات على خلفيات عدة بينها الاتحاد الخليجي الذي تعارضه سلطنة عمان وتتحفظ عليه الامارات، اضافة الى الخلاف السعودي القطري حول الموقف من الأزمة السورية والوضع في مصر.
وفي الوقت الذي نشطت فيه الديبلوماسية الكويتية للتخفيف من حدة الخلاف السعودي العماني بشأن معارضة السلطنة للمقترح السعودي لإقامة اتحاد خليجي، تفاقم الغضب السعودي على مسقط والذي بدا من خلال تعليقات الصحف السعودية امس الثلاثاء، ووصل الى حد التلويح بوقف المساعدات المالية التي كان قد قررها مجلس التعاون الخليجي للسلطنة.
وانفجر الغضب السعودي على سلطنة عمان من خلال تعليقات الصحف السعودية التي بالعادة تعكس وجهة النظر الرسمية، ولوّح رئيس تحرير صحيفة ‘الاقتصادية’ بقطع الدعم الخليجي عنها في حال خروجها من منظومة مجلس التعاون.
وقال ‘بما أن السلطنة تهدد بالخروج من المجلس، فالطبيعي أن الدعم الخليجي سيتوقف ولن يستمر’.
وقدر بأن خسائر السلطنة ستربو على السبعة مليارات دولار في السنوات السبع القادمة.
ويذكر ان مجلس التعاون قرر قبل نحو اربع سنوات تقديم مساعدات ماليه لسلطنة عمان بمبلغ 10 مليارات دولار على مدى عشر سنوات، ومثلها لمملكة البحرين .واتهم رئيس تحرير ‘الاقتصادية’ سلطنة عمان بالتقرب إلى إيران أكثر من دول الخليج. وقال ‘الشقيقة عمان مع الأسف تقول غير ما تفعل، فعلى سبيل المثال زيارات مسؤوليها لإيران أكثر من زياراتهم للرياض’. وذهبت صحيفة ‘الرياض’ في كلمتها التي جاءت بقلم يوسف الكويليت إلى التقليل من أهمية الانسحاب العماني. وقال الكويليت ‘القرار العماني (بالانسحاب) إذا ما وصل إلى نقطة الافتراق فلن يكون الكارثة’.
وفي السياق ذاته قال رئيس تحرير صحيفة ‘الرياض’ تركي السديري ‘إن أي أحد لا يقبل أن يفرض على عمان وجوداً هي من الأساس بعيدة عنه’.
واوضحت مصادر اعلامية ان السلطنة لن تعارض قيام الاتحاد الخليجي رغم انها تتحفظ عليه وترفض الانضمام اليه اذا ما قام. واشارت الى ان السلطنة لو ارادت معارضة المقترح السعودي لاستخدمت حق النقض حيث ان النظام الاساسي لمجلس التعاون ينص على ان القرارات تصدر بالاجماع.
ويبدو ان الرفض العماني سببه سياسة ‘النأي بالنفس′ التي تتبعها عمان منذ قيام مجلس التعاون عام 1981.