نشرت مجلة “تايم” الأمريكية اليوم تقريرا، حول الثورة السورية وتطوراتها، ووجهت رسالة إلى ثوار سوريا مفادها أن الرئيس بشار الأسد ليس سيئا كما تعتقدون، وقالت: بعد اختطاف الثورة من قبل الجماعات الإرهابية، الكثير من السوريين يعيدون النظر تجاه موقفهم من الرجل الذي كانوا يحاولون الإطاحة به.
وتروي المجلة قصص العديد من السوريين، وقالت إن كل شيء بدأ حين أرادت سعاد نوفل مدرسة تبلغ من العمر 40 عاما، ارتداء البنطلون، ولكنها لاقت احتجاجات واسعة في منطقة الرقة التي يسيطر عليها الجماعات الإرهابية والتي ترغب في إقامة الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأوضحت نوفل أنها بدأت في الاحتجاج على الأوضاع، وذات يوم رفعت لافتة تدعو إلى وضع حد للظلم والقمع.
ففي البداية تجاهلوها ثم اعتدوا عليها بالضرب، ولكنها ثابرت وناضلت بنفسها لمواجهة هذه الدولة، والتي شبهتها بالعصابة الصغيرة ولكنها قوية، وبعد ذلك بدأ الإرهابيون بتهديد حياتها، حتى قررت الفرار إلى تركيا، حيث تختبئ الآن في منزل آمن، متعجبة ماذا حدث للثورة السورية.
وذكرت المجلة أن سعاد ليست وحدها، فالعديد من النشطاء السوريين الذين احتجوا لقلب نظام الأسد يقعون تحت تهديد الجماعات المتطرفة، والتي تصمم على تحويل سوريا إلى دولة خلافة إسلامية، ويقول أحد النشطاء المناهضين للنظام السوري: “عندما يكون الخيار بين داعش والأسد، فأنا مع الأسد”.
وتكمل نوفل روايتها، بأنها انضمت إلى المحتجين في مارس 2011، وعندما سقطت الرقة في أيدي المتمردين في مارس 2013 كانت فرحة للغاية، ولكن بعد ذلك بدأت الجماعات المتعاطفة مع تنظيم القاعدة فرض التفسير المتشدد للشريعة الإسلامية على المواطنين، فمنعوا الموسيقى والتصوير والسجائر، وصدر أوامر بتغطية النساء لشعورهن وارتداء الملابس المحتشمة، واعترضوا على لبس البنطال، وكل من يعترض على قراراتهم يخضع للعقاب، أما بالنسبة للذكور، فكل من يعارض تلك الجماعات يتم خطفه ووضعه في السجن وتعذيبه، الكثير منهم سأم من الثورة ولا يعيد التفكير بها تماما.
وتعرض المجلة قصة أخرى، وهي لأبو سامر من مدينة طرطوس الساحلية والبالغ من العمر 29 عاما، ويقول إنه كان من أول المؤيدين للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، والآن يعتقد أنه كان على خطأ، كما أوضح أن تسليح المعارضة تحت مسمى الدفاع وحماية الثورة يخلق جيلا متطرفا وطائفيا، موضحا أن الأمل المتبقي هو التوصل إلى حل سياسي خلال مؤتمر جينيف القادم في 22 يناير، وأضاف أبو سامر أن حال سقوط الأسد ستقع سوريا تحت أيدي الجماعات الإرهابية وسيتم تدمير البلاد بالكامل.