قبيل لقاء ملوك وأمراء دول الخليج في الكويت الثلاثاء، اشتعل موقع تويتر بنقاش ساخن الاثنين حول رفض سلطنة عمان الانضمام لاتحاد يجمع دول مجلس التعاون الخليجي، وهو مشروع يتوقع أن تتطرق إليه محادثات القمة الخليجية.
ونهار الاثنين، ارتفع مستوى المشاركة في هاشتاغ #عمان_ضد_الاتحاد_الخليجي إلى 50 ألف تغريدة، ليحقق الهاشتاغ حضورا بارزا على ساحة موقع التواصل الاجتماعي الذي يحظى بشعبية واسعة في دول الخليج.
وكان وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أعلن السبت أن بلاده سترفض الانضمام لاتحاد خليجي، وأنها ستنسحب من مجلس التعاون الخليجي إذا قرر أعضاؤه الخمسة الباقون (السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات العربية) تشكيل الاتحاد.
إيران.. الغائب الحاضر في النقاش
وبينما اشتكى مغردون عمانيون من “هجمة سعودية”، متهمين الرياض بمحاولة الهيمنة على جيرانها الأصغر حجما وسكانا، اعتبر مغردون آخرون الرفض العماني انعكاسا لموقفها من إيران.
وتحتفظ مسقط بعلاقات مع طهران، واستضافت مباحثات أميركية إيرانية سبقت التوقيع على اتفاق جنيف بين إيران ودول مجموعة 5+1، في حين رفضت دول خليجية الأخرى الاتفاق.
وطالما عبرت دول الخليج، خاصة السعودية، من مخاوف استراتيجية تجاه إيران وبرنامجها النووي، وتسيطر إيران على ثلاث جزر صغيرة تدعي الإمارات العربية المتحدة ملكيتها في الخليج، الذي يختلف الطرفان حتى على تسميته بين العربي والفارسي.
ديموقراطية على الخليج؟
الباحث في القضايا الخليجية كريستوفر ديفيدسون قدم فرضية مختلفة ربطت الرفض العماني بمآلات التحول السياسي في عمان.
وغرد ديفيدسون على موقع تويتر أن السلطان قابوس يجهز لـ”هدية أخيرة” لشعبه متمثلة في إصلاح دستوري، وأن رفض بن علوي للاتحاد الخليجي هو رفض لناد مغلق على عروش ملكية.
ويحكم السلطان قابوس بن سعيد عمان منذ 1970، حين انقلب على والده سعيد بن تيمور، وهو ما يجعله أطول الزعماء العرب حكما.
وقابوس البالغ من العمر 73 عاما لم يعلن وريثا للعرش، وليس له أبناء.
وقال ديفيدسون إن ديمقراطية سلمية تتجاوز حكم الشيوخ لا يمكن لها أن تتجسد في عمان إذا كانت البلاد جزءا من اتحاد أمني تسيطر عليه السعودية.
واعتبر المغرد “أبو مالك” أن المجتمع العماني القبلي غير جاهز للديموقراطية، وأن ذلك هو ما يعيق مخطط السلطان. ورد ديفيدسون بالقول إن المجتمع العماني صار أكثر جهوزية بعد ثورة الاتصالات والتعليم.