ظهرت الخلافات بين دول الخليج الى العلن وذلك على خلفية التقارب المفاجئ لبعض دول المنطقة مع ايران وهو ما أغضب السعودية التي فوجئت أيضاً بأن الاتفاق الأخير الذي تم توقيعه في جنيف بين طهران والغرب كان قد تم طبخه في العاصمة العمانية مسقط التي استضافت مباحثات سرية استمرت عدة شهور، كما تبين بعد توقيع الاتفاق.
وبعد أيام قليلة على إبرام الاتفاق الخليجي الايراني انتعشت بشكل مفاجئ العلاقات بين ايران ودولة الامارات على الرغم من استمرار احتلال الجزر الاماراتية الثلاثة من قبل الايرانيين، في تطور بدا مزعجاً بالنسبة للسعوديين الذين يعتبرون ايران العدو الأول والأكبر في المنطقة.
وفيما تشهد العلاقات بين ايران والامارات تقارباً لم تشهده منذ سنوات طويلة، وتبين بأن الاتفاق الايراني الغربي كان ثمرة لوساطة عُمانية، أعادت السعودية على الفور طرح فكرة الاتحاد الخليجي التي كانت قد تعثرت في السابق، وبدا أن موضوع الاتحاد سوف يحل ملفاً رئيسياً على القمة الخليجية المفترض أن تنعقد يوم الثلاثاء العاشر من ديسمبر الحالي في الكويت.
وجاءت المفاجأة أيضاً من سلطنة عُمان رداً على طرح فكرة الاتحاد الخليجي، حيث أعلن وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان يوسف بن علوي بن عبد الله أن بلاده تعارض مشروع إقامة اتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي، وقال: “نحن ضد الاتحاد”.
وأضاف الوزير العماني أنه إذا قررت الدول الخمس الأخرى الأعضاء في المجلس (السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة) إقامة هذا الاتحاد “فسننسحب ببساطة من مجلس التعاون الخليجي”.
ويقول المراقبون إن السعودية شعرت بغضب شديد عندما علمت بأن الاتفاق الايراني الغربي كان نتاج مفاوضات ماراثونية في مسقط دون أن تعلم بها الرياض، كما أن التقارب الايراني الاماراتي أغضب المملكة أيضاً، ولذلك فان إعادة إحياء الاتحاد الخليجي يمثل محاولة سعودية لاعادة السيطرة على دول الخليج التي باتت تفلت من زمام النفوذ السعودي.