استقبل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، والرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الخميس، في لقاءين منفصلين، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي وصل طهران أمس في زيارة تستمر 3 أيام.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” أن خامنئي أشار خلال استقباله المالكي، إلى أهمية تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين إيران والعراق.
ويبدو أن طلب تعزيز العلاقات هذا غريبا في ظل هيمنة إيرانية على العراق لدرجة أن العلم العراقي لا يرفع في أي لقاء مسؤول إيراني مع المالكي
وأوضح خامنئي أن “حقل التعاون المتزايد في مختلف القطاعات واسع جدا ولا يوجد أي عائق أمام تطوير العلاقات مع العراق وتنمية التعاون الإقليمي”.
وبين أن “النمو العلمي الذي حققته إيران في الأعوام الأخيرة کان بارزا جدا، وأن نقل الخبرات العلمية إلي العراق يمکنه أن يشکل أحد مجالات التعاون بين البلدين”.
ووصف مرشد الثورة الإيرانية أداء الحکومة العراقية “بالإيجابي”، بحسب “إرنا”.
وقال موجها خطابه للمالكي: “الجهد الذي تقومون به اليوم لبلادکم جهد قيّم وبطبيعة الحال فإن حاجات العراق أکثر من ذلك بکثير”.
ووصف الرئيس العراقي جلال الطالباني بأنه “صديق طيب وحميم للجمهورية الإيرانية”، متمنيا له الشفاء العاجل.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء العراقي عن أمله بأن تؤدي الاتفاقيات التي يتم التوصل إليها والمحادثات التي يجريها خلال زيارته إلي طهران إلي رفع مستوى التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
جاء استقبال خامنئي للمالكي، بعد ساعات من استقبال الرئيس الايراني حسن روحاني ، رئيس الوزراء العراقي.
وأکد الجانبان في هذا اللقاء علي تطوير العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق.
ووصل المالکي، أمس الأربعاء، إلي طهران، في زيارة تستمر 3 أيام؛ لبحث تطوير العلاقات بين البلدين وقضايا المنطقة، إضافة لتقديم التهنئة بتسلّم روحاني منصبه؛ بحسب بيان صادر عن مكتب رئاسة الوزراء العراقية.
وتعد هذه الزيارة الأولي لرئيس الوزراء العراقي لإيران، بعد تولي روحاني الرئاسة في بلاده في أغسطس/ آب الماضي.
ونددت حركة “تجديد” التي يترأسها نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، المحكوم عليه غيابيا بالإعدام، بزيارة المالكي إلى طهران، معتبرة أن “هذه الزيارة تأتي لاستجداء دعم طهران لولاية ثالثة لرئاسة الحكومة العراقية”.
واعتبرت الحركة، في بيان أصدرته مساء أمس الأربعاء، ووصل وكالة “الأناضول” نسخة منه، أن “المالكي يتهافت على دول العالم غربًا وشرقًا استجداءً والتماسًا بالتجديد له لولاية ثالثة بعد أن بات مرفوضًا وطنيًا على جميع الأصعدة ومن قبل جميع المكونات”، بحسب البيان.
يأتي هذا في الوقت الذي يتصاعد فيه الجدل في العراق عن رئيس الحكومة القادمة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العامة في 30 أبريل/ نيسان المقبل.
وتساءلت الحركة: “ما هي مصلحة العراق في قيام رئيس وزراء بزيارة دول وهو على مشارف خروجه من الحكم؟”، مضيفة: “بالتأكيد لا شيء باستثناء التسويق لنفسه لفترة حكم ثالثة ليس إلا”، بحسب بيان حركة تجديد، التي يتزعما الهاشمي الذي خرج من العراق العام الماضي، بعد ملاحقته وأفراد حمايته قضائيًا، في اتهامات يقول: إنها “لا علاقة لهم بها من قريب أو بعيد”.
وأشارت الحركة إلى أنها “تحذر إيران وغيرها من استمرار تدخلها السافر في الشأن العراقي”، مناشدة العالم أجمع بـ”الوقوف مع شعب العراق والاصطفاف معه ومساعدته في استعادة سيادته المجروحة”.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من رئاسة الحكومة العراقية على ما جاء في البيان.
ومنذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، يشهد العراق أسبوعيا مظاهرات واعتصامات تدعو حكومة المالكي إلى وقف ما يراها المحتجون سياسة طائفية بحق العرب السنة ووقف ما يعتبرونه اعتقالات سياسية بحق السنة أيضا، إضافة إلى إجراء تعديلات دستورية وقانونية، ثم تصاعدت المطالب في الشهرين الأخيرين إلى إقالة حكومة المالكي.
على الجانب الآخر، يرفض المالكي الاستقالة ويتهم بعض منظمي تلك الاحتجاجات بالسعي إلى “إشعال فتن طائفية وتقسيم العراق، وبأنهم مدفوعون من جهات خارجية”.
ويشهد العراق حالة اضطراب أمني منذ عدة أشهر يتخللها وقوع تفجيرات تستهدف مدنيين وشيوخ عشائر وعناصر في الجيش والشرطة من آن إلى آخر.