كشفت نشرية “إنتيليجنس أونلاين” (عدد: 701)، المتخصصة في الشؤون الاستخبارية، أن حزب الله في لبنان غاضب على دمشق لنقضها وعودها بتجنيبه المزيد من الخسائر في قواته خلال معارك الدفاع عن نظام الأسد ضد الثوار المقاتلين.
وأفاد التقرير أن القتال الأخير في منطقة الغوطة، السهل الزراعي الممتدَ حول دمشق، بين جيش الأسد وقوات الثوار، أثار اشتباكا بين مصطفى بدر الدين، القائد العسكري لحزب الله والمكلف بشحن ميليشيات الحزب للقتال، وماهر الأسد شقيق بشار الأسد وقائد الفرقة الرابعة (4) في الحرس الجمهوري.
ونقل التقرير أن “بدر الدين” اشتكى من نقض ماهر الأسد لوعده، حيث وضع مقاتلي حزب الله في خط المواجهة الأمامي، مما كلفهم خسائر بشرية كبيرة خلال العمليات ضد الجيش السوري الحر وجيش الإسلام بقيادة الشيخ زهران علوش.
ويقول التقرير إن حزب الله اشترط، مدعوما من قبل ميليشيات شيعية عراقية، السيطرة على حوالي عشرة مواقع والحفاظ عليها لمدة أسبوع في الغوطة الشرقية وريف دمشق قبل أن تشن قوات الفرقة الرابعة (4) هجوما مضادا في 27 نوفمبر الماضي.
وكانت عدة شخصيات بارزة في حزب الله قُتلت خلال أسبوع، وأهمهم “وسام شرف الدين”، قائد وحدة خاصة لحزب الله (أبرز قائد ميداني في ريف دمشق)، وعلي رضا فؤاد الحاج حسن، ابن شقيق وزير الزراعة اللبناني السابق حسين الحاج حسن، وعباس حسن محمد إدريس وحسن رقدة، وهما من زعماء الشيعة اللبنانيين المنتدبين إلى سوريا.
ويرى التقرير أن هذه الوفيات (مع قتلى تفجير السفارة الإيرانية في بيروت) من شأنها أن تفاقم الخلافات الداخلية في الحزب حول التدخل العسكري في سوريا.
ولإسكات الشكاوى، بقول التقرير، سحب حزب الله جزئيا بعض ميليشياته التي نشرها في حمص ودمشق لدعم جيش الأسد.
وفي حين يدعي حزب الله رسميا أن دعمه لعصابة الأسد لن يتزعزع، فإن أسر المقاتلين الذين توفوا في سوريا اتخذوا موقفا مغايرا تماما، وأعربوا عن قلقهم، وفي بعض الأحيان جاهروا بمعارضة توريط الحزب في الصراع الدائر في سوريا عبر الشبكات الاجتماعية الحاضنة له.