علامة بارزة في تاريخ الفاجومي، أحمد فؤاد نجم، الذي رحل عن عالمنا اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 84 عامًا، هي لقاؤه بالشيخ إمام عيسي، رفيق دربه، الذي عرفه وأقام معه ليكونا ثنائيًا ساهم في شهرة الاثنين وذيوع صيتهما.
بدأ اللقاء بينهما عام 1962 عن طريق قريب لنجم ساهم في تعرف كل منهم علي الآخر ولم يكن الشيخ إمام الذي شغف بالموسيقي منذ الصغر، واعتاد أن يتخفي ويندس وسط الحفلات لسماع الموسيقي في صغره وفصل من الجمعية الشرعية لسماعه الراديو، قد بدأ في تلحين الأغاني، لكنه كان فقط قد عمل مع الشيخ زكريا أحمد ليساعده علي حفظ الألحان الجديدة بفضل امتلاكه ذاكرة قوية، لكن الشيخ زكريا أحمد استغني عنه بعد أن سرب عدداً من الألحان الجديدة لأغاني أم كلثوم قبل إذاعتها.
وحين سأل نجم الشيخ إمام عن سبب عدم تلحينه لأغان، قال إنه لم يجد بعد الكلمات المناسبة التي يمكن أن يلحنها فعرض عليها التعاون معه وقد كان وتعاونا معًا في البداية في أغان “أنا أتوب عن حبك أنا؟”، ثم “عشق الصبايا”، و”ساعة العصاري”.
لكن نوعية الأغانى التي صنعها الثنائي، أخذت منحًا سياسيًا بعد هزيمة 196، وهيمنت عليها نغمة السخرية، ومنها “بقرة حاحا”، و”الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا”، وانتشرت ألحانهما بشكل واسع بين الناس، لكن السلطات بدأت في الانتباه إليهما واتهمتهما بتعاطي الحشيش لكن القاضي أطلق سراحهما، وظلت السلطات تلاحقهما حتي حكم عليهما بالمؤبد ولم يخرجا من السجن سوي بعد وفاة الرئيس أنور السادات الذي يقول نجم إنه أقسم بألا يخرجا ومن معهما من مساجين، سوي بعد وفاته وهو ما قد كان.
وكان الرئيس السادات يطلق علي نجم لقب “الشاعر البذيء”.
ومن أبرز الأغاني التي سجن نجم وإمام على خلفيتها هي أغنية “نيكسون بابا” في عام 1974 التي كتبها نجم في أثناء زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون إلى مصر بعد حرب أكتوبر وغناها الشيخ إمام، ثم حكم على نجم وإمام بالسجن سنة كاملة عام 1977 بسبب قصيدة “الفول واللحمة”.
وذاع صيتهما بشكل أكبر بعد أن تلقي الشيخ إمام دعوة لإحياء حفلات بفرنسا وقام بجولة بعدد من الدول العربية والأوروبية لإقامة حفلات لاقت نجاحًا كبيراً، وبزغ نجمهما في خلال فترة الثمانينيات.
لكن في منتصف الثمانينيات تقريبًا، بدأت العلاقة الفنية بين إمام ونجم تفتر شيئًا فشيئًا، حتى انفصلا تمامًا.
وقرر وقتها الشيخ إمام، أن يعتكف وأصبح يغني في مناسبات خاصة جدًا أو في بيوت الأصدقاء وذلك حتى وفاته في عام 1995. أما نجم فتحول لكتابة أشعارًا لمسلسلات التليفزيون والإذاعة، وفي التسعينيات ألف فوازير رمضان وأشعار لمسرح الدولة.
بوابة الأهرام