رأت صحيفة (وورلد تربيون) الأمريكية أن قطر أصبحت ملاذا آمنا لأعضاء وقيادات الإخوان المسلمين وغيرهم من رافضي الانقلاب، الذين أجبرتهم حملة القمع الدموية والاعتقالات والقضايا السياسية التي تنتهجها سلطة الانقلاب على الفرار خارج مصر لحين تغير المناخ السائد في مصر.
يأتي ذلك في الوقت الذي توفر فيه المملكة العربية السعودية والإمارات ملاذا آمنا لقادة ورموز أنظمة مستبدة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن دبلوماسيين عرب قولهم إن العشرات من قيادات الإخوان فروا بأنفسهم إلى قطر خلال الشهور الثلاثة الماضية.
ولفت الدبلوماسيون إلى أن قطر، وهي عضو مجلس التعاون الخليجي و داعم رئيسي لنظام الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي، وفرت منازل ودخول معيشة لعناصر الإخوان، فضلا عن قدرتها على دعم الاحتجاجات داخل مصر.
في هذا السياق، قال دبلوماسي، تحدث شريطة التكتم على هويته لحساسية القضية “رحبت قطر بنشطاء الإخوان، لكنها طلبت منهم الابتعاد إلى حد ما عن الأضواء”.
من بين قيادات الإخوان الموجودين في قطر، أشرف بدر الدين وعمرو دراج، وحمزة زوبع، إضافة إلى القيادي في الجماعة الإسلامي عاصم عبد الماجد، والذي ظهر قبل أيام على قناة الجزيرة، لأول مرة منذ فض اعتصام رابعه العدوية.
وقال الدبلوماسيون إن قناة الجزيرة الفضائية تعد مصدر دخل لكافة القيادات، مشيرين إلى أنها تعاقدت مع زوبع كمحلل سياسي في البرامج الحوارية التي تبثها الشبكة، على حد زعمهم.
واعتبروا أن الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المقيم في قطر من الشخصيات النافذة التي لها دور في احتضان الدوحة لهذه القيادات.
كما عثرت جماعة الإخوان على ملاذ آخر داخل حليفتها تركيا، وهي الدولة الوحيدة داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تنتقد وتعارض الانقلاب العسكري على أول رئيس مصري منتخب في الثالث من يوليو الماضي، والتي خفضت مستوى علاقاتها مع مصر، ردا على اتخاذ القاهرة نفس الخطوة. ومن الملاذات الأخرى، بريطانيا، وباكستان، وسويسرا، حسبما أفادت (وورلد تربيون).
وأثار توفير قطر ملاذا آمنا للإخوان ورافضي الانقلاب، استياء دول خليجية أخرى مثل الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي حذرت من أن تزعزع الجماعة أمن منطقة الخليج، بحسب الدبلوماسيين.
ولا يزال معظم قادة الإخوان وتحالف رفض الانقلاب داخل مصر، وأكثر رهن الاعتقال. واعتقلت سلطات الأمن الآلاف من قيادات وأعضاء التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب منذ يوليو الماضي.
وبحسب الصحيفة، حثت مصر قطر على طرد نشطاء الإخوان، مشيرة إلى المخابرات المصرية تتبع جهود الإخوان لتنظيم معارضة عالمية ضد الانقلاب.
ويبدو أن قطر تلعب حاليا نفس الدور الذي كانت السعودية تلعبه مع الإخوان والإسلاميين، قبل أن تصبح ملاذا لقادة الأنظمة القمعية والمستبدة، مثل الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وبرويز مشرف الرئيس الباكستاني السابق الذي مكث فيها لبعض الوقت بعد خروجه من السلطة، فضلا عن أنها عرضت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير استضافة المخلوع مبارك.
نفس الدور أيضا تلعبه حاليا الإمارات، التي عرضت أيضا على السلطات المصرية السماح لها باستضافة مبارك، وتستضيف حاليا بعض رموز نظام مبارك، لاسيما أحمد شفيق آخر رؤساء وزراء مبارك والمرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة المصرية.