قام الشاعر والإعلامى عبد الرحمن يوسف بنشر مقالته التى لم يتم نشرها بـ” جريدة الشروق”.
وأوضح يوسف عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر” أن مقالته تحت عنوان :” انت ثوري؟ والا سوسن؟” وذلك نص المقالة:
يعجبني في سياسة وزارة الداخلية الشفافية، فالسادة الضباط يصورون عملياتهم بالفيديو بالتفصيل.
المواطن محمد فاروق عبدالمطلب، 33 سنة، ساقه حظه العاثر إلى قسم شرطة أبو قرقاص، وقام الضباط بالتعامل معه، وصوروا ذلك بكل شفافية، لقد طلبوا منه أن يقول “أنا سوسن، وأريد المضاجعة”، طبعا لم يقلها بالفصحى!
في ذكرى أحداث محمد محمود الأولى استشهد جابر جيكا رحمه الله، وأصبح أيقونة للثوار.
في يوم استشهاد “جيكا” اعتبر الثوار كل من يدعو للتهدئة خائنا، بل إن كل من كان في موقع الأحداث وحاول نصح الشباب بعدم اقتحام وزارة الداخلية كاد أن يفتك به، وكاتب هذه السطور منهم.
تبرير تجاوزات الداخلية من أناس كانوا يزعمون أنهم ثوار أصبح علامة استفهام كبيرة، حتى إنني قد بدأت أشك في أن بعضهم قد مورست ضده بعض الممارسات التي جعلت منه “سوسن”!
عموما…لم تتأخر وزارة الداخلية كثيرا، فبعد الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود ها هي موقعة مجلس الشورى، توضح بما لا يدع مجالا للشك أننا أمام دولة قمع سوف تمارس قمعها ضد الجميع، وأن مجال العمل العام سيغلق في وجه الجميع بلا استثناء، وأننا في أقذر عصر تمر به هذه البلاد منذ عهد مينا موحد القطرين.
من حق جميع أنظمة العالم أن تصدر قانونا للتظاهر، إلا النظام الانقلابي الحالي، لإنه النظام الوحيد في العالم الذي تأسست شرعيته على تظاهرة، وبالتالي هذا أمر يترك للبرلمان. يكاد يجمع كل من له علاقة بالقانون على أن قانون التظاهر غير دستوري، فهو يمس حقوقا دستورية أساسية، وحقوقا مصونة في جميع المواثيق الدولية، وسيكون من المخجل أن تحكم المحكمة الدستورية بعدم دستوريته وهو ممهور بخاتم رئيس المحكمة الدستورية.
هل عرفنا الآن كيف وَرَّطْنا جميع مؤسساتنا في وحل السياسة؟ وكيف خصمنا من مصداقية سائر سلطات الدولة؟
في نهاية موقعة مجلس الشورى تم اقتياد عشرات الناشطين والناشطات إلى أقسام الشرطة، ثم تم بعد ذلك اقتياد السيدات والآنسات من القسم وألقت بهن القوات الباسلة على طريق “الكُرَيْمَات”، وكان ذلك بعد منتصف الليل.
من المخجل أن أحدا لم يفتح فمه في الإعلام، بل بدأ إعلاميو عهد مبارك بلوم المتظاهرين يا للعار! القبض على علاء عبدالفتاح رسالة واضحة لكل ثوري…دورك قادم قادم…!
ما أروع دولة القانون! يحضرني في هذا المقام كلمة الجهبذ الأنيق د.مصطفى حجازي وهو يعلمنا ويرشدنا للطريق القويم، فقد علمنا حفظ الله مقامه أن المتظاهرين كانوا يتظاهرون ضد “دولة القانون”، وليس ضد قانون التظاهر.
أما الشرطة العظيمة، فلا شك أنها كانت تحترم دولة القانون حين ألقت بالسيدات على قارعة الطريق! لا حل إلا بتعجيل إسقاط انقلاب الثالث من يوليو2013، وذلك بحراك سلمي في الشارع، يشترك فيه كل من شارك في ثورة الخامس والعشرين من يناير، ثم العودة للصندوق. أما إذا سألتني “ماذا عن الإخوان؟”، فاسمح لي أن أسألك سؤالا بسيطا : “إنت ثوري؟ والا سوسن؟” ملحوظة: سجن الفتيات والشبان لعشرات السنين خدمة جليلة لمصر، فهي توقد شعلة الثورة، وتلم شمل الثوَّار، وتصنع زعماء المستقبل.