هرولت دولة الإمارات سريعا نحو إيران لتبارك اتفاقها مع الغرب والذي يضمن استمرار البرنامج النووي الإيراني بما يمثله من أخطار على المنطقة فضلا عن ضمان هيمنة طهران على منطقة الخليج العربي.
وسارعت دولة الإمارات التي تحتل إيران ثلاث من جزرها بالخليج العربي لإرسال وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد إلى طهران أمس لإعلان دعم ومباركة بلاده للاتفاق النووي الإيراني الغربي على الرغم من القلق الذي أبدته دول الخليج الأخرى في هذا الشأن خاصة السعودية التي أبدت مخاوف كبيرة من الاتفاق.
وتشير التصريحات التي صدرت خلال الزيارة والحفاوة الكبيرة التي قوبل بها وزير خارجية الإمارات في إيران ولقائه كبار المسؤولين بها إلى العلاقات القوية والحميمية بين الدولتين حيث أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عقب لقائه مع الشيخ عبدالله بن زايد أن بلاده تولي أهمية فائقة للعلاقات الثنائية مع دولة الإمارات ”الصديقة والشقيقة” !! وذلك بحسب وكالة الانباء الايرانية الرسمية (إرنا)..
وأعرب ظريف عن استعداد إيران لتعزيز التعاون الثنائي في کافة المجالات مع الامارات.
من جانبه، قال وزير الخارجية الاماراتي خلال اللقاء حسب الوكالة الايرانية ذاتها ” لنا علاقات جوار مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ولن نکتفي بهذا المستوي من العلاقات بل نتطلع الي تعزيزها”.وأکد على وجود الكثير من فرص التعاون بين الامارات وايران يمكن التباحث بشانها، مضيفا: ””لقد کنا علي الدوام شريکا لإيران ونعتزم اليوم ايضا ان نکون شريکا اقوي من ذي قبل”.!!
وتأتي تلك التصريحات المتبادلة التي تنم عن علاقات إستراتيجية بين البلدين رغم الضجة التي افتعلتها الإمارات عندما حاول الرئيس المصري المعزول محمد مرسي تحسين العلاقات المقطوعة منذ عشرات السنين مع إيران لدعم الاقتصاد المصري حيث زعمت الإمارات حينها أن مصر تضحي بالقضايا العربية خاصة قضية الجزر المحتلة وذلك على الرغم من وجود علاقات ديبلوماسية كاملة بين طهران وأبوظبي ووصول التبادل التجاري بينهما إلى مليارات الدولارات سنويا.
وتفيد تقارير اقتصادية غربية أن لإيران استثمارات في الإمارات تصل إلى مائتي مليار دولار تعتبر الرافد الرئيسي للاقتصاد الإيراني المنهك جراء العقوبات الدولية وانه لولا الدعم الاقتصادي الإماراتي الخلفي لانهار اقتصاد إيران التي تهدد دول الخليج يوميا وتدعم علانية نظام بشار قاتل ألاف الأطفال والنساء بسوريا.
وتقول دراسات إن هناك روابط عقائدية وأيدولوجية بين إيران الشيعية وحكام أبوظبي ربما تفسر تلك العلاقات القوية بين الجانبين،لاسيما أن أبو ظبي تدعم الصوفية بشدة ومن رؤوسها الحبيب على الجفري المقيم لديها وتظهر نفورها التام للسلفية التي تتبناها السعودية.
ويقول خبراء إستراتيجيون إن اتفاق إيران الأخير مع الغرب بشأن برنامجها النووي يعتبر أكبر انتكاسة لسياسة دول الخليج خاصة السعودية التي تخشى أن يؤدى الاتفاق- وهو واقع فعلا- إلى تحول إيران لقوة إقليمية كبرى صديقة للولايات المتحدة والغرب وتحولها إلى شرطي الخليج الأمر الذي يضعف ويهدد الأمن القومي العربي خصوصا في ظل تدهور الوضع بمصر وعدم وضوح الرؤية فيها لسنوات وهيمنة إيران على العراق وما يبدو في الأفق من توجه للإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه المدعوم من إيران.
ويؤكد الخبراء إن الإمارات التي دفعت ودعمت تغيير النظام المنتخب بمصر واضطراب الأوضاع بها وجرت السعودية إلى موقفها تقوم اليوم بأكبر عملية انتهازية في السياسة الدولية حيث تتخلي عن السعودية وتلجأ إلى غريمتها إيران بعد أن بدت الأقوى مستقبلا وبعد أن انكشف ظهر السعودية بإبعاد مصر عن المعادلة.