الزيارة العاجلة التي قام بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للرياض يوم الاربعاء الماضي لم يكن غرضها عرض اخر تطورات المفاوضات ‘العبثية’ مع الاسرائيليين، كما جرت العادة، ولم يكن هدفها ايضا طلب مساعدات مالية لميزانية السلطة، بل كان هدفها الرئيس الشكوى مما جرى معه خلال زيارته الاخيرة لمصر واجتماعاته مع وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي والتي كانت ‘اجواؤها ونتائجها سلبية تماما’ على حد قول مسؤول فلسطيني قريب من عباس لـ’القدس العربي’ ورفض نشر اسمه.
واضاف المسؤول الفلسطيني ان ما لمسه الرئيس عباس في القاهرة كان جوا عدائيا ليس لحركة حماس وقطاع غزة فقط، بل لكل الفلسطينيين بشكل عام، وان ما طلبه الفريق السيسي من عباس من ‘العمل على تحقيق وحدة حركة فتح قبل الحديث عن المصالحة مع حماس′، كان المقصود منه وفق ما قاله مسؤول مخابراتي مصري لعباس اعادة المسؤول الفلسطيني السابق والمفصول من حركة فتح محمد دحلان الذي يتعاون معه المصريون في الوقت الحالي خاصة مع التصعيد الذي تشهده منطقة سيناء على الحدود مع قطاع غزة.
وحسب المسؤول فإن رئيس السلطة الفلسطينية – كما افهم الرياض- لا يمكن له ان يعيد العضو السابق للجنة المركزية لفتح محمد دحلان الى الحركة لان الكثيرين من قادتها يقفون ضد دحلان، بالاضافة الى ان دحلان قام ويقوم بتحركات مضادة للحركة ولعباس بشكل خاص في سورية ولبنان، لان المصريين يعتبرون دحلان ‘الحصان’ الذي من خلاله يستطيعون انهاء حكم وسيطرة حركة حماس ‘الاخوانية’ على قطاع غزة الذي يرون انه بات يشكل لمصر مصدرا للعمليات الارهابية.
ويضيف المسؤول ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يتمنى عودة ‘الشرعية الفلسطينية’ الى غزة ولكن ليس عن طريق دحلان، ويرى انه اذا عاد الاخير لغزة فسيصبح مصدر تهديد للسلطة.
لذلك لم يرتح محمود عباس لنتائج زيارته الاخيره للقاهرة ولقائه مع الفريق السيسي، ومن هنا طلب موعدا للقاء القيادة السعودية، حيث زار الرياض والتقى ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبدالعزيز ليحتج على ماسمعه من كلام هناك وصل الى حد ‘القسوة’ في بعض الاحيان، لعل الرياض تتدخل بما لها من علاقات جيدة حاليا مع النظام المصري الحالي. الجدير بالذكر ان لدحلان علاقات صداقة جيدة مع رئيس الاستخبارات السعودية الامير بندر بن سلطان.
‘القدس العربي’