وجه الملياردير العالمي الأمير الوليد بن طلال انتقادات حادة لسياسة واشنطن، واصفا إياها بالفوضى والارتباك، ومتحدثا عن شعوره بتقهقر أمريكا.
الأمير السعودي الذي يعد من أعضاء العائلة الملكية البارزين، وهو أكثر المتمولين العرب ثراء، قال في تصريحات نسبتها إليه صحيفة “وول ستريت جورنال”، وتولت “زمان الوصل” ترجمة أهم ما جاء فيها، إن “الولايات المتحدة لا بد أن يكون لها سياسة خارجية واضحة معالم، منظمة.. وهي لاتملك هذه السياسة الآن، لسوء الحظ. إنها مجرد فوضى كاملة.. ارتباك. لا توجد سياسة”.
وسبق للسعودية أن عبرت عن امتعاضها من سياسة واشنطن في المنطقة، لاسيما لناحية تخلي الإدارة الأمريكية عن معاقبة نظام بشار الأسد على جرائمه، وتقاربها مع ملالي طهران.
وتابع الأمير الوليد: “أمريكا تطلق النار على قدميها.. السعودية وأنا شخصيا نحب الولايات المتحدة، ولكن ما يصدر الآن عن واشنطن لايساعد في بناء صورتها، ويعزز من الشعور بأن تراجع أمريكا بات حقيقة واقعة”.
ونقلت الصحيفة عن الوليد قوله “من الواضح أن السعوديين يعتقدون أن الاضطرابات السياسية للرئيس (أوباما) هي التي تحكم تصرفاته في المنطقة”، مذكرة بتردد أوباما الكبير وتخليه عن فكرة معاقبة نظام بشار الأسد على جرائمه، ومن أفظعها جريمة قصف الغوطة بالكيماوي؛ ما أغضب الرياض وجعلها لا تتردد في إظهار امتعاضها من سياسة أوباما.
ثم جاء تقارب واشنطن مع طهران ليصب في خانة المزيد من توتير علاقات أمريكا بالسعودية، حيث يقول الأمير الوليد: “بصراحة.. تواصل أوباما (مع السعوديين) خلال رئاسته الأولى كان شبه معدوم.. أوباما بارد جدا، فهو غارق حتى أذنيه في السياسة الداخلية”.
وفي الملف السوري تتطرق “وول ستريت جورنال” إلى الدعم السعودي والقطري للثوار، ناسبة إلى الأمير الوليد قوله إن الرياض زادت من وتيرة إمدادات الأسلحة والتدريب للثوار، لكنها لا تستطيع أن تقدم معونات تقارن بما يمكن أن تقدمه قوة عظمى، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
ويعتقد الوليد أن واشنطن قررت أن تبقي الأسد في منصبه حتى تنتهي عملية تسليم مخزوناته من الأسلحة الكيميائية، مضيفا: “سياسة الولايات المتحدة تريد الشيطان الذي تعرفه، لكن السياسة السعودية تريد أي شيطان في سوريا عدا الشيطان الذي تعرفه”.
وانتقلت الصحيفة للحديث عن احتمال تحول إيران إلى قوة نووية، وأن السعودية لن تتأخر عن اللحاق بركب النادي النووي، لاسيما أنه الرياض هي من مولت برنامج القنبلة الذرية في باكستان وحافظت على اقتصاد البلاد واقفا على قدميه، حيث يؤكد الوليد أن “التنسيق مع باكستان قوي جدا” بحيث لا يسع باكستان رفض طلب الرياض مساعدتها نوويا، ويذكر الوليد أن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، الذي عاد إلى السلطة في حزيران، عاش في بالسعودية بعد انقلاب عسكري عام 1999، موضحا: “نواز شريف، على وجه التحديد، هو إلى حد كبير رجل السعودية في باكستان”.
ومع انكفاء الولايات المتحدة في عهد أوباما، وتوتر علاقاتها مع حلفائها في المنطقة وعلى رأسهم السعودية، يحذر الوليد: “الصين حريصة جدا على ملء أي فراغ يحدثه انسحاب الولايات المتحدة”.
ترجمة: زمان الوصل