قال الكاتب البريطاني ديفيد هرست، إن هذا العام لن يأتي بنهاية جيدة لثلاثة من الأسرة المالكة السعودية، الذين تركوا بصماتهم في ما وصفه بالانقلاب العسكري في مصر، وهم الأمير بندر رئيس المخابرات الحالي، والأمير مقرن رئيس المخابرات السابق والمتطلع لولاية العهد، وخالد التويجري رئيس الديوان الملكي وحارس بوابة الملك.
وأوضح «هرست» في مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، إن بندر يتعرض لانتقادات نادرة في الصحافة السعودية، مستشهدًا بما كتبه الصحفي المقرب من الدوائر العليا جمال خاشقجي، بشأن عدم قدرة رجال المخابرات المحليين والعالمين، على تغيير التاريخ وبناء الدول وصناعة قادة جدد، وفي إشارة فهم كثير من القراء أنها موجهة إلى بندر.
وبحسب معايير الصحافة السعودية، فما كتبه خاشقجي يتسم بالجرأة في رأي هيرست، وهو انعكاس للتوتر بين الأمراء المتنافسين في بيت آل سعود، والسياسات التي يعززها سياسات بندر وجماعته، ومنها وزير الخارجية.
ويرى الكاتب البريطاني أن مصر لا تزال في حالة هياج بالرغم من أنه كانت ينبغي أن تهدأ منذ أشهر، مشيرًا إلى وصف المحلل HA Hellyer من المعهد الملكي للدراسات المتحدة في لندن، فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بأنه أكثر الحملات القمعية عنفًا ضد المصريين في تاريخ مصر الحديث، والمحلل نفسه كان من أشد منتقدي مرسي «بسبب فشله في فترة حكمه»، بوصف هيرست.
وقال هرست إن السعودية والإمارات تمولان مصر المصابة بالشلل. كما أضاف أن المساعدات لن تحل مشاكل الديون في مصر، وعند عزل مرسي كان الدين المحلي والخارجي يساوي 89% من الناتج المحلي الإجمالي المصري.
ويواجه حوالي 700 ألف مصري بالسعودية خطر الترحيل، هم يمثلون أكثر من ربع العمالة الأجنبية المصرية المقدرة بـ2.5 مليون شخص، ويقدمون الدخل الذي يحتاجه الاقتصاد المصري الراكد، وكانوا السبب الذي جعل مرسي يصمت عن دور الدول الخليجية في زعزعة استقرار فترته الرئاسية.
وأوضح هرست أن الدعم السعودي للانقلاب في مصر أثر على علاقتها مع لاعب إقليمي مهم وهو تركيا، التي تعد مثالاً حيًّا لنجاح الإسلام السياسي في دولة علمانية. إن حزب العدالة والتنمية التركي كان داعمًا لمرسي وتونس، والقرار السعودي لمحاربة مرسي دفع تركيا في نحو قبضة عدو الرياض، إيران.