هل تجاوز باسم يوسف فعلاً الخطوط الحمر في «البرنامج»، أم أنّ سقف الحريّة في القاهرة هو الذي تبدّل، ففُرضت قيود جديدة على أبجديات الإعلام فيها؟ هذا الأمر دفع الصحافة المصريّة إلى التحليل بأنّ ما من قناة مصريّة ستجرؤ على توقيع اتفاق مع الإعلامي المعروف بعد انفصاله عن cbc، لكنّها استثنت «mbc مصر» على اعتبار أن إدارتها سعوديّة.
آخر التطورات أنّ الخلافات بين «كيوسوفت» المنتجة لـ «البرنامج» وشبكة CBC المصريّة أخذت طابعاً قانونيّاً هذه المرة، ووصل الأمر بين الطرفين إلى الطلاق النهائي، بعدما أصدرت الشركة بياناً أعلنت فيه فسخ تعاقدها مع CBC. ماذا سيكون مصير الحلقات؟ وهل ستتمكن الشركة المنتجة من الاتفاق مع فضائيّة أخرى لتقديم البرنامج؟ تداولت الأوساط الصحافيّة في مصر أخيراً أنّ باسم يوسف يجري مفاوضات جديّة مع «mbc مصر» لانتقال البرنامج إلى شاشتها، بينما تحدثت مصادر أخرى عن احتمال نقله إلى شبكة OSN المشفرة، ولم يحسم حتى الآن هذا الجدل، ولم يتم التأكد من مدى صحته.
بدأت الحكاية بخبر صغير، يفيد باجتماع يوسف مع مدير عام قنوات mbc والمتحدث الرسمي باسم المجموعة مازن حايك ومدير عام قناة «mbc مصر» محمد عبد المتعال في دبي. وفيما رفضت مصادر مطلعة في المجموعة السعوديّة تأكيد أو نفي خبر انتقال باسم يوسف إلى شاشتها، لم تنف انعقاد أكثر من اجتماع مع الإعلامي المصري على أعلى مستوى، لكنّها أكدت أنّ هذه الاجتماعات لم يصدر عنها بعد الدخان الأبيض. لكن ما يعزّز احتمال انتقال يوسف إلى «mbc مصر» أن إدارة المحطة شهدت تغييرات إداريّة أخيراً، تمثلت في تعيين محمد عبد المتعال مديراً عاماً لها، آتياً من شبكة «الحياة». ورغم أنّ قراراً على هذا المستوى، لا يمكن أن يأخذه عبد المتعال منفرداً بل يحتاج إلى قرارات أعلى، يرجح أن يكون يوسف هو مفاجأة شبكة البرامج الجديدة التي يعمل عليها الرجل في الوقت الحالي، ويفترض أن تبصر النور قريباً.
في حال وصلت المفاوضات بين المجموعة السعودية وصاحب «أميركا بالعربي» إلى خواتيمها السعيدة، هل ستَفرض عليه قيوداً معيّنة أو على الأقل خطوطاً حمراً لا يسمح له بتجاوزها؟ الأكيد أنّ الشق المالي لن يكون عائقاً أمام المفاوضات، فالمجموعة السعودية تعرف جيداً كيف تكرّم النجوم الذين ينضمون إليها، وهذا طبعاً سينسحب على باسم يوسف الذي يعدّ حالة متفرّدة في الإعلام المصري والعربي، لكن إذا تم تدجينه، سيفقد الكثير من بريقه.
على أي حال، استطاعت mbc الفوز بالموقع الأول بين الفضائيات العربيّة في السعودية ودول الخليج، لكنها عاجزة حتى الآن عن تحقيق هذا الموقع في المحروسة. التغييرات الأخيرة في إدارتها تؤكّد أنها ستفعل أي شيء لتدخل المنافسة مع الفضائيات المصريّة. الأمر يستحق مغامرة لأن انتقال باسم يوسف إلى المحطة سيرفع من نسبة مشاهدتها ويضعها على خارطة المنافسة.
باسم الحكيم – الأخبار