تنتهي مساء اليوم المهلة الأخيرة التي منحتها حركة «تمرد غزة» للحكومة المقالة في قطاع غزة بقيادة حركة «حماس»، قبل أن يبدأ العدّ التنازلي لتدفّق المعارضين لحكمها إلى شوارع غزة الإثنين المقبل، معلنين العصيان المدني.
والمهلة الأخيرة هي مبادرة أهدتها «تمرد غزة» إلى جامعة الدول العربية والفصائل الفلسطينية، الأحد الماضي، لمحاصرة حماس وتنحيتها جانباً لتنصرف عن إدارة دفّة قطاع غزة لحين الاحتكام لصندوق الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وحمّلت المبادرة «حماس» وحدها مسؤولية الانقسام الفلسطيني، ولم تتعرّض ولو بكلمة واحدة للطرف «الفتحاوي».
ويستعرض المتمرّدون، عبر هذه المبادرة، إلحاحهم وإصرارهم على تخليص قطاع غزة من حكم «حماس» إلى غير رجعة، باعتبارها امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين، والعثرة الوحيدة في شق درب الانتخابات.
ويزعم المتمرّدون بأنهم أهلٌ للمواجهة مع «حماس»، إلّا أنهم «ارتأوا دقّ ناقوس الخطر حتى الثامن من الشهر الحالي (اليوم)، لتجنيب قطاع غزة سيناريوهات لا تُحمد عقباها»، معلنين يوم التمرّد في ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات في 11 تشرين الحالي.
ويطالب المتمردون بأن «تعود حماس إلى رشدها»، وتنسحب من الحكم بهدوء، عبر توقيعها وثيقة تفيد بذلك، على أن تكفلها وتضمنها الفصائل الفلسطينية الأخرى. وإن ساءت الأقدار، ولم ترضخ «حماس» للمتمرّدين، فسيجري تجميد المبادرة، والدخول معها في معركة حاسمة، فإما أن تقتلع «تمرد غزة» جذور «الإرهاب الحمساوي» على حد وصفها، أو أن تنجح حماس في تثبيط آمال المتمرّدين وإخماد أصواتهم.
وفي حديثٍ لـ«الأخبار»، أكد إياد أبو روك، الناطق الإعلامي باسم «تمرد غزة»، أن حماس «ستقرأ على روحها الفاتحة إن لم توقّع الوثيقة»، قائلاً: «حينها تكون كلّ الخيارات قد نفذت، ولن يتبقَّ أمامنا أي خيار سوى القيام بالثورة الإثنين المقبل، ومن خلالها سوف نجبر الحركة على الانصياع لنا وتنفيذ مطالب الشعب».
ولم يُخفِ أبو روك خشيته من «إجرام وبلطجة حماس» ضدّ من ينوون النزول إلى الشارع، مؤكداً أن المئات من شباب غزة زجّتهم حماس في سجونها، لمجرّد الاختلاف معها في الرأي، وعدم رضاهم عن سياستها المتّبعة في الحكم.
وأوضح أن المحرّكين لهذا الحراك التمرّدي، والمقيمين خارج حدود فلسطين تهدّدهم «حماس» دوماً بالقتل والذبح، مشدّداً على عدم إمكانية تعيين أي ناطق إعلامي لهم في غزة، لكون «حماس لا تتفهم أصوات الشعوب الحرّة».
وحول قصر التمرد على غزّة دون الضفة، يجيب أبو روك: «حركة تمرّد ولدت في غزة، ولو كانت حكومة رام الله تسعى لإفشال الانتخابات، لتمردنا عليها وعلى كلّ عنصر فيها، لكن العالم يعلم جيداً أن رام الله دعت مراراً وتكراراً حماس للرجوع إلى الانتخابات، لكن دون جدوى».
أسبابٌ كثيرةٌ بإمكانها أن تحيي التمرّد على سلطة «فتح» التي حوّلت رام الله من بركان غضب على المحتل، إلى منطقة شبه خالية من سلاح المقاومة، فضلاً عن تعبئة سجونها بالمقاومين والأسرى المحررين، وعبث أجهزتها الأمنية حتى بجنازات الشهداء، غير أن «تمرد غزة» لا تُبصر أي سبب أو تعطّش لذلك.
وتتهم «حماس» الاستخبارات المصرية والإماراتية بالوقوف وراء المتمرّدين، لإجهاض مشروع المقاومة والانقضاض على الجناح العسكري للحركة. غير أن «تمرد غزة» باتت مؤمنةً بأن «حماس» تحاول جاهدةً اللعب على وتر المقاومة واحتكارها، رغم أنها «نزعت سلاح الفصائل الأخرى، ووجهت بندقيتها نحو صدر الغزاويين»، وفق ما قاله أبو روك لـ«الأخبار».
ورغم أن «تمرّد غزّة» عقدت عدّة لقاءات مع «تمرد» المصرية وطالبت بالجلوس مع القيادة المصرية الحالية، إلا أنها تؤكد عدم سيرها وفق أجندة أي حزبٍ سياسي هنا أو هناك، كما تنفي تلقيها الدعم من مصر أو أيّ جهة أجنبية، باستثناء المؤازرة المعنويّة.
من جهته، قزّم الناطق باسم داخلية غزة إسلام شهوان من شأن «تمرد غزة»، وتعامل مع القضية بلا مبالاة، مؤكداً أن يوم الإثنين المقبل سيكون عادياً جداً، وسيمر كغيره من الأيام دون أي فعاليات تُذكر، فيما رفض الناطق باسم حماس، سامي أبو زهري، التعليق على الموضوع.
(الاخبار)