تحول المنظر الذي ظهر عليه الرئيس المصري السابق الدكتور محمد مرسي، إلى موضوع مثير للجدل في حد ذاته، لأن عشرات الملايين الذين انتظروا محاكمته التي تم تأجيلها أول أمس، رسموا العديد من الصور للرئيس، ولهيئته وهندامه وتضاريس وجهه ووزنه، قبل أن ينزل من السيارة غالقا أزرار سترته، تماما كما يفعل الرؤساء والزعماء في مختلف الدول في العالم، وهي اللقطة التي أثارت الإعلاميين المصريين السابحين في فلك الإنقلابيين، وراحت قنوات مصرية ومواقع انترنت تقارن بين صورته الأولى، والصورة الأولى للرئيس المخلوع حسني مبارك الذي حضر أول محاكمة له على الفراش مستلقيا أخفى خلالها الكثير من أحزانه، كما قارنوا بين آخر صورة له في تجمّع شعبي عندما خلع سترته ليقول لأنصاره وللشعب المصري بأنه مثلهم، لا يرتدي واق ضد الرصاص، ويؤمن بأن الموت قضاء وأجل.
وبين معاودة غلق سترته ليقول هذه المرة للانقلابين من المصريين بأنه مازال رئيسا، وسيبقى مادامت الشرعية معه، وبين هذا وذاك قدمت الكثير من القنوات الغربية، صور رؤساء العرب، الذين تم تقديمهم للمحاكمة وعلى رأسهم الراحل صدام حسين، وأجرت مقارنة اتضح فيها أن الرئيس محمد مرسي، لم يفقد ولو قطرة من وقاره الرئاسي، وكان يبدو وهو خارج من السيارة غالق لزر سترته، وكأنه خارج من القصر الرئاسي إلى قصر رئاسي آخر، محتفظا بعبوسه المعروف عنه، والمخفي تحت نظارته الطبية، كما أن بذلته الأنيقة لا توحي بأنه كان في الحجز، مع الإشارة إلى أن شحوب وجه وبدن الرئيس محمد حسني مبارك كان مفضوحا للعيان في كل صور محاكماته، بينما بدا الرئيس العراقي الراحل ملتح في كامل أطوار محاكماته التي انتهت بإعدامه في عيد الأضحى المبارك، وكالعادة فإن اختيار محاكمات الرؤساء العرب تكون في الأعياد الدينية، فكما كان شنق صدام حسين في عيد النحر، تم تخصيص رأس السنة الهجرية للمحاكمة المؤجلة للدكتور محمد مرسي، وأيام عاشوراء لمباشرة المحاكمة.
عن (الشروق) الجزائرية