اعلنت شبكة “الجزيرة” الإعلامية عن حصولها على نسخة من تقرير الفريق السويسري الذي شارك في استخراج رفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وأخذ عينات منه. وترجح النتائج التي توصل إليها العلماء بعد تحليل العينات بوضوح تسمم عرفات بمادة (البولونيوم 210) المشعة بنسبة تصل إلى 83%.
وأشار تقرير الفريق السويسري المكون من 108 صفحات إلى أن مستويات مادة (البولونيوم 210) المشعة تجاوزت المستويات الطبيعية بـ18 مرة في عينات رفات الرئيس الفلسطيني المأخوذة من ضلوعه وحوضه والتربة التي امتصت بعضاً من رفاته.
وفي أول ردة فعل لها على نتائج التحقيق صرحت سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات: (هذه جريمة القرن الواحد والعشرين..جريمة قتل ياسر عرفات…هذه مؤامرة لم يقدروا على (لم يتمكنوا من) ياسر عرفات لا بحصاره ولا بأي طريقة لقتله. هذه جريمة جبانة بكل المقاييس.)
وتبث شبكة الجزيرة الإعلامية على باقة قنواتها فيلماً وثائقياً بعنوان (مقتل عرفات) يوم الأحد القادم الموافق 10 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 الساعة العاشرة مساءً بتوقيت مكة المكرمة يفصل نتائج التحقيقات المخبرية التي أجريت وكيفية حصول “الجزيرةط على تقرير الفريق السويسري.
وتعليقاً على تقرير الفريق السويسري صرح الخبير الجنائي البريطاني البروفيسور ديفيدباركلي: (لو كنت قاضياً ومحلفاً فهذه أدلة قطعية في نظري لا يوجد أدنى شك أن (البولونيوم 210) تسبب في موت عرفات. كل شخص لديه كمية قليلة من البولونيوم في عظامه لكن كميات البولونيوم في ضلوع عرفات التي تم تحليلها900 ميليبيكريل وهذا يعني ثمانية عشر أو ستة وثلاثين مرة النسب العادية وهذا يعتمد على ما نشر من ابحاث علمية).
واستبعد التقرير احتمال أي تلوث خارجي لعينات رفات عرفات كما يؤكد فحص الحمض النووي أن الهيكل العظمي الذي أخذت منه العينات هو للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وتستند نتائج تقرير الفريق السويسري إلى تحليل عينات مأخوذة من أنسجة عرفات وعظامه بعد استخراج رفاته في شهر نوفمبر 2012 الماضي من مرقده في مدينة رام الله حيث دفن سنة 2004. وبالإضافة للفريق السويسري فقدوجهت السلطة الوطنية الفلسطينية دعوة لفريق من فرنسا وآخر من روسيا للمشاركة فياستخراج عينات من رفاته وتحليلها حيث أخذ كل فريق 20 عينة. ولم يعلن حتى الآن عن نتائج تحليلات أيٍ من الفريقين الفرنسي أو الروسي.
وكانت شبكة الجزيرة الإعلامية قد أجرت تحقيقاً حول ملابسات وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في شهر يوليو 2012 الماضي أدى إلى فرضية موت عرفات مسموماً والتي طرحها علماء سويسريون السنة الماضية بعد عثورهم على نسبة عالية من مادة البولونيوم 210 المشعة في آثار من دم عرفات وبوله أخذت من الثياب التي كان يرتديها الزعيم الفلسطيني في آخر أيامه. وكانت مادة البولونيوم 210 المشعة التي وجدت آنذاك من أنقى أنواعها والمصنعة في المفاعلات النووية.