فعليا بدأت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة بتطبيق خطتها الأمنية لمواجهة أي تحركات شعبية تخرج يوم الحادي عشر من الشهر الجاري، لإنهاء حكمها حسب مخططات حركة (تمرد غزة)، حيث يتوقع أن تبدأ الحركة بعمل استعراضات عسكرية واحتفالات في الذكرى الأولى لاغتيال قائد ذراعها المسلح أحمد الجعبري خلال الأيام القادمة، لتكون متماشية مع تكيف عمليات جمع المعلومات الأمنية عن الملف.
التوقعات التي تنتشر في الشارع الغزي ويرددها نشطاء من حماس، تشير إلى أن الحركة ربما تبدأ بتخفيف الضغوط عن سكان القطاع، والمتمثلة في هذه الأيام بزيادة قطع تيار الكهرباء، وغلاء المعيشة وزيادة البطالة والفقر، حيث ستكون هذه الخطوة مترافقة مع احتفالات وعروض للحركة في ذكرى الحرب الأخيرة واغتيال الجعبري.
الاحتفالات ستشهد عروضا للقسام، منها ستبعث حماس برسالة إلى قادة تمرد، مفادها أن الخروج على حكمها لن يكون سهلا.
ضمن خطة حماس لمواجهة (التمرد) سيكون هناك انتشار لقواتها الأمنية المختلفة، سواء في ساعات الليل أو النهار، مع وجود خطة إخلاء لأي تجمع عفوي للسكان في ميادين عامة، حتى لا تتخذ على غرار ميادين مصر رمزا للتمرد على الحكام.
هناك في غزة الكثيرون يتوقعون أن تستخدم أذرع حماس المسلحة (القوة المفرطة) في صد المتمردين على حكمها، لو نزلوا للشارع يوم 11 الجاري، بناء على دعوة (حركة تمرد غزة)، على غرار أحداث سابقة فرقت فيها حماس مظاهرات مناوئة.
المعلومات التي وردت لـ “رأي اليوم” تؤكد أن العديد من نشطاء حركة فتح تلقوا تهديدات مباشرة مع أمن حماس ينذرهم من النزول للشارع في التاريخ المحدد للتمرد، لكن هناك تفاعل قوي في أوساط الشبان حديثي السن، خاصة وأنهم تابعوا كثيرا تجارب التمرد على الحكام في أكثر من قطر عربي.
الأيام القليلة المقبلة ستكون مفصلية، وربما تفضي إلى صدامات غير محسوبة العواقب في غزة، وربما أيضا أن تشهد مرور يوم 11 نوفمبر بدون أي مشاكل تذكر.
ولهذا التاريخ وقع عند الغزيين، وتحديدا في العام 2007، عندما قمعت حركة حماس بقوة احتفالا جماهيريا كبيرة لحركة فتح في ذكرى اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، وهو ما دفع القائمون على (تمرد) لاختيار ذات اليوم لنزولهم للشارع.
ولا يغفل الآن أن قوة حماس في غزة مكان حكمها أصبحت أقوى من الفترة السابقة، لكن الأزمات التي تعصف بالحركة خاصة القادمة من مصر بعد عزل حليفها الرئيس السابق محمد مرسي، وما تمر به الآن العلاقة الآن من حكام مصر الجدد من جفاء، يجعل موقف الحركة مضطرب، خاصة وأن انعكاسات الخلاف مع مصر، حدت كثيرا من مصادر دخل الحركة.
“رأي اليوم”