لا تزال كل السيناريوهات مفتوحة في ما يخصّ الأزمة التي اشتعلت مساء الجمعة بين فريق عمل «البرنامج» ومقدّمه باسم يوسف من جهة، وقناة cbc من جهة أخرى، بعدما حجبت الأخيرة الحلقة الثانية من الموسم الثالث (الأخبار 2/11/2013). برّرت المحطة خطوتها بأنّ الحلقة مخالفة للسياسة التحريرية، قبل أن تشير إلى خلافات مالية بين الطرفين، في محاولة رأى المتضامون مع الإعلامي الساخر أنّها ترمي إلى إقناع الرأي العام بأنّ الأزمة خلاف داخلي.
شهدت الأيام الأخيرة ما يمكن وصفه بـ«حرب البيانات المتعدّدة الجهات»، كان أوّلها بيان القناة الذي تلاه الإعلامي خيري رمضان مساء الجمعة. وأوّل من أمس، صدر بيانان متتاليان، الأوّل عن فريق «البرنامج»، نال إعجاب محبّي باسم، ووصفه متابعون بـ«الذكاء الشديد». وأكّد فريق «البرنامج» أنّه «متمسّك بالتعاقد القانوني بينه وبين «سي. بي. سي»، وأنّه سيواصل تصوير الحلقات في موعدها، وتسليمها للقناة حسب المتفق عليه». وأشار البيان إلى أنّ «الفريق سيلتزم الصمت، رغم استيائه من الطريقة التي جرى التعامل بها مع الحلقة الأخيرة»، وانتهى باعتذار من باسم وزملائه إلى الجمهور الذي لم يشاهد الحلقة. ووضع البيان شبكة cbc في موقع المدافع الذي بات مطالباً باستقبال الحلقة الثالثة، وعرضها فور تصويرها، وهو ما يقطع الطريق على المحطة التي كانت إدارتها تلوّح بفسخ التعاقد نهائياً.
أما البيان الثاني، فصدر عن إعلاميي الشبكة المصرية، الذين انتقدوا منع عرض الحلقة، مؤكدين أنّ الأسباب ليست سياسية، آملين التوصّل إلى حلّ للخلاف حول البيان الصادر من رئيس مجلس إدارة قنوات cbc محمد الأمين الجمعة الماضي. ووقّع البيان كل إعلاميي المحطة، بمن فيهم المدير العام لـcbc محمد هاني، الأمر الذي فتح الطريق أمام المزيد من التساؤلات عن الموقف المنفرد الذي أخذه الأمين بمعزل عن العاملين في الشبكة، وإصراره على منع الحلقة. لو كانت الأخيرة قد تضمنت إساءة بالغة إلى القناة، كما قالت تسريبات cbc في بداية الأزمة، فلن يقبل الإعلاميون الموقّعون على البيان ذلك، وفي مقدمتهم عماد الدين أديب. الأخير كان قد اشتبك مع يوسف بعد انتقاده له في الحلقة الأولى من الموسم الماضي من «البرنامج».
وكان لافتاً في بيان أسرة فريق «البرنامج» التأكيد على عدم وجود مفاوضات مع قنوات أخرى، بعدما انتشرت شائعة تشير إلى أن باسم على وشك الانتقال إلى «mbc مصر»، وهو ما نفاه لنا أكثر من مسؤول في القناة التابعة للمجموعة السعودية. حتى الآن، لم يتقرّر ما إذا كان الجمهور سيرى الحلقة الأزمة عبر يوتيوب، أم عبر cbc في حال انتهاء الخلاف، لكنّ مراقبين أكّدوا أنّ بيان إعلاميي cbc يعدّ بمثابة ورقة ضغط قد تدفع إدارة المحطة إلى الرجوع عن قرارها. وقد وصلت أصداء الأزمة إلى الصحف والقنوات العالمية، التي تناولت في تقاريرها المخاوف على حرية التعبير في مصر بعد «30 يونيو»، إثر ما جرى لفريق «البرنامج».
محمد عبد الرحمن – الأخبار