تتداول اوساط السلطة الفلسطينية الرواية الحقيقية لفشل الوساطات بين الرئيس محمود عباس وخصمه اللدود محمد دحلان، وما ترتب على هذا الفشل من تأزم في العلاقات بين السلطة ودولة الامارات العربية المتحدة التي يقيم بها حاليا السيد دحلان ويحظى برعاية شيوخها، وخاصة الشيخ محمد بن زايد ولي العهد والرجل القوي في امارة ابو ظبي.
مصدر وثيق مقرب من الرئيس عباس كشف لـ”راي اليوم” ان الهجمة الشرسة التي تمثلت في بيان اللجنة المركزية ضد السيد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والوزير السابق، تضمنت اتهامات له بقتل كوادر في الحركة جاءت بعد انهيار جهود الوساطة بشكل كامل وربما نهائي.
المصدرر نفسه قال لـ “راي اليوم” ان السيد ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية كان عراب وساطة اشمل بين دولة الامارات العربية المتحدة والرئيس محمود عباس يمكن في حال نجاحها، ان تعيد الدعم الاماراتي للسلطة (70 مليون دولار سنويا)، وتتطور الى اذابة الجليد بين الرئيس عباس وسبب التأزم في العلاقة اي السيد دحلان.
السيد ياسر عبد ربه استخدم قناة الشيخ عبد الله بن زايد الذي تربطه به علاقة صداقة تعود الى اكثر من عشر سنوات حين كان الرجلان وزيري اعلام لبلديهما، ونجح فعلا في تحقيق تقدم في هذا الصدد تمثل في دعوة الامارات لمبعوث من قبل الرئيس عباس الى ابو ظبي لبحث هذا الملف.
الرئيس عباس، وحسب هذه المصادر، اوفد نجله ياسر عباس رجل الاعمال المعروف الى ابو ظبي، وجرى ترتيب لقاء له مع الشيخ عبد الله بين زايد.
بعد احاديث المجاملات اوضح السيد ياسر عباس للشيخ عبد الله ان المشكلة بين السلطة والامارات تتمثل في ايواء الاخيرة لدحلان، وتحولها لقاعدة لانشطته ضد السلطة حسب المصادر الفلسطينية، الشيخ عبد الله المعروف بتهذيبه وقدرته على التعاطي بدبلوماسية فائقة مع الاوضاع المماثلة، اوضح لضيفه الفلسطيني ان السيد دحلان استجار بالامارات، وطلب حمايتها، وقال اننا بدو ومن تقاليد البداوة اجارة المستجير وحمايته وايوائه، والمسألة لا علاقة لها بالسلطة، وان الشيخ محمد بن زايد توصل الى اتفاق مع الرئيس عباس بتجميد الخلاف مع دحلان، وعدم التصعيد وفصله من حركة “فتح” او اتخاذ اجراءات قضائية ضده، ولكن الرئيس عباس نقض الاتفاق.
السيد ياسر عباس قال للشيخ عبد الله ما معناه ان التقاليد البدوية هذه تقاليد “بالية” لا مكان لها في العلاقات بين الدول، وهنا وقف الشيخ عبد الله، كاتما غضبه واعلن نهاية الاجتماع، وانهيار المصالحة المزدوجة بالتالي.
الامارات اتخذت موقفا مماثلا من حركة حماس عندما وصلها وفد قبل سنوات بقيادة السيد اسماعيل هنية واستقبل الوفد الشيخ منصور بن زايد نائب رئيس الوزراء، وفي الدقائق الاولى عاتب وفد حركة حماس استضافة الامارات ورعايتها للسيد دحلان، فبادر الشيخ منصور على انهاء اللقاء فورا معتبرا طرح هذه القضية تدخلا في الشؤون الداخلية.
راي اليوم