أشعل باسم يوسف بسخريته الشارع المصري، خصوصًا بعدما تناول السيسي في الحلقة الماضية. وهو غادر القاهرة اليوم إلى أبوظبي قبل ساعات من عرض الحلقة الثانية من “البرنامج” بعد أشهر من التوقف.
الكل يعرف باسم يوسف، الساخر الذي حمّل الكلمة عشرات المعاني، متجاوزًا كل ما رسم في مصر من خطوط حمراء، وحوّلها إلى حدود عبثية، لا يعترف بها رأي حر، متمسك بحرية شخصية في النقد، يوجّهه إلى أي مسؤول في الدولة، متى رأى فيه عوجًا.
غادر اليوم
والكل يعرف أن يوسف لم يكن محظيًا في بلاط الإخوان المسلمين، حين زرع الإعلام المصري برمته ضحكًا من تناوله الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بدعابات سياسية لا مثيل لها، وكان مرسي بعد في عز حكمه الرئاسي.
وفي الحلقة الأخيرة من برنامجه “البرنامج”، لم يوفر يوسف وزير الدفاع المصري، عبد الفتاح السيسي، من نقد جارح، تحرّك على إثره أنصار السيسي من المحامين والناشطين، فقدموا ضده البلاغات، واتهموه بتكدير الأمن العام، وبإهانة مصر. حتى إذا حان ميعاد تصوير حلقته التالية، تضارب أنصاره وأنصار “جيش مصر” أمام باب الاستوديو.
ولربما هذا ما دفع بالنجم المصري الساخر إلى مغادرة القاهرة اليوم الجمعة إلى أبوظبي، من دون تبيان حقيقة سبب الزيارة المفاجئة، خصوصًا أنها تأتي ساعات قليلة قبل بث الحلقة الثانية من “البرنامج” بعد أشهر من توقفه.
ليست راضية
ونسبت تقارير صحافية إلى إدارة قنوات سي بي سي، التي تعرض “البرنامج”، تأكيدها أنها ليست راضية عن الحلقة الأخيرة. وقالت في بيان أصدرته حول المسألة إنها تابعت ردود الفعل الشعبية، التي أعقبت عرض الحلقة الأخيرة من “البرنامج”، والتي جاءت فى معظمها رافضة لبعض ما جاء فيها.
وأكدت الإدارة استمرار دعمها لثوابت الشعور الوطني العام، ولإرادة الشعب المصري، وحرصها على عدم استخدام ألفاظ أو إيحاءات أو مشاهد في برامجها تؤدي إلى الاستهزاء بمشاعر الشعب المصري أو برموز الدولة المصرية.
وشدد البيان على أن قنوات “سي بي سي” ستظل تمارس حرية الإعلام كاملة، وتؤكد على تأييدها ودعمها لثورتي الشعب المصري، من دون أن تعلن موقفًا واضحًا من استمرار عرض “البرنامج” على شاشتها، خصوصًا أن يوسف أكد في تصريح إعلامي أنه لن يقدم أي اعتذار، وما يقدمه حرية شخصية، “ومن حق أي فرد انتقاد تصرفات أي شخص مهما كان منصبه”.
تعارض آراء
وبالرغم مما أثارته الحلقة الأخيرة من حنق شعبي، إلا أنها نالت استحسان النخب المثقفة بين الفنانين، فوصف الفنان سمير غانم يوسف بأنه ليس جاهلًا، بل يتمتع برنامجه بنقل الواقع بطريقة كوميدية ساخرة وبسيطة.
وقال غانم في تصريح صحافي: “لا ننكر أنه عرض صورة كاركاترية مضحكة لم يقبلها البعض، لكن من معرفتي بباسم يوسف أؤكد أنه لا يجرؤ على إهانة وزير الدفاع ولا رئيسنا الحالي المستشار عدلي منصور، ونحن نعلم أن برنامجه يناقش سياسة المجتمع بشكل كوميدي ساخر، وليس برنامج توك شو”.
وكذلك قال الفنان فاروق الفيشاوي إن ما فعله يوسف حرية تعبير، “ومن حق كل شخص التعبير عن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة، وليس من حق أحد الحجر على رأي الآخر”، مذكرًا بأن أول ما نادت به ثورة 25 يناير كان عيش وحرية وعدالة اجتماعية.
إلا أن الحلقة لم ترق الفنانة آثار الحكيم، التي اتهمت يوسف بتنفيذ أجندة أميركية إخوانية ضد إرادة الشعب، وسألته لم لا يتناول شهداء الجيش والشرطة بيد الجماعات التكفيرية الإرهابية. وهذا أيضًا كان رأي الفنانة فردوس عبد الحميد، التي قالت إن الجيش شيء مقدس لا يجوز انتقاده.
(إيلاف)