سلطت صحف “إسرائيلية”، الضوء على توجه مصر لتدعيم العلاقات مع روسيا، في ظل حالة البرود التي تخيم على العلاقات بين القاهرة وواشنطن، على خلفية موقف الأخيرة من التطورات الأخيرة في مصر، وقرارها بتعليق بعض المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر.
وقالت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية، إن ما وصفتها بـ “قصة الحب الروسية المصرية” لن تؤدي إلى القطيعة بين مصر والولايات المتحدة. وعزت ذلك إلى أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع ومع دخوله سجال الانتخابات الرئاسية وإعادة مصر للملعب السياسي الإقليمي سيحتاج إلى ميثاق مع واشنطن، وليس فقط بسبب المساعدات المالية وإنما لكي تستمر القاهرة كشريكة في التحركات الاستراتيجية.
وأشارت إلى أن توقيت زيارة الوفد الشعبي المصري لروسيا لم يكن مصادفة؛ فقد هبط هذا الوفد على أرض موسكو في الأسبوع الثاني من أكتوبر؛ أي بعد أيام قليلة من إعلان الإدارة الأمريكية تجميد المساعدات العسكرية والتي تبلغ 250 مليون دولار وتعليق نقل طائرات ودبابات لمصر.
وأضافت أنه مع عودة الوفد المصري للقاهرة بدأت وسائل الإعلام بالقاهرة تنشر تقارير عن نية الأخيرة ابتياع طائرات ميج 29 وعتاد عسكري أخر من روسيا، ويوم الاثنين الماضي وصل وفد استخباراتي مصري رفيع المستوى إلى موسكو؛ على ما يبدو لتعزيز الصفقة.
واعتبرت الصحيفة، أن هذه فرصة هامة لموسكو للدخول من جديد في قطاع كان مغلقًا في وجهها منذ أنهى الرئيس المصري الأسبق أنور السادات التواجد الروسي في القاهرة في بداية سنوات السبعينيات. وأوضحت أن موسكو تريد قاعدة بحرية بديلة في البحر المتوسط خاصة أن القاعدة الموجودة في طرطوس بسوريا لا تلبي حاجاتها ومن شأنها التعرض للخطر إذا سقط نظام بشار الأسد.
وذكرت أنه بالرغم من ذلك فإن انعطافا استراتيجيا من هذا النوع قد يمثل إشكالية للقاهرة؛ خاصة أن روسيا أوضحت للأخيرة أنها لن تحل محل الولايات المتحدة فيما يتعلق بالمساعدات الاقتصادية، كما أنه سيكون من الصعب على الجيش المصري استيعاب منظومات السلاح الروسي، فهو أمر يستغرق سنوات.
من جانبها، صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن رئيس الاستخبارات الروسي زار القاهرة وبعده سيأتي وزير الدفاع، الأمر الذي يبدو كخطوة من الرئيس الروسي لملء الفراغ الذي تركه نظيره الأمريكي ورائه بعد تجميد المساعدات للقاهرة.
وأشارت إلى أنه بدلا من أن تقلق واشنطن على مصالحها وعلى حلفائها وتقدم خطة لإصلاح الاقتصاد المصري، تنشغل الولايات المتحدة بتعزيز صورتها كمدافعة عن الديمقراطية وتقوم بتجميد المعونات للقاهرة.
في المقابل قالت إنه يتم التخطيط لعقد لقاء بين اللواء محمد العصار نائب وزير الدفاع المصري لشئون التسليح وبين رئيس الاستخبارات الحربية الروسي لمناقشة صفقات سلاح، وتوسيع التعاون العسكري بين الجانبين وفتح الأسواق الروسية أمام القاهرة.
ولفتت إلى أن التقارب بين موسكو والقاهرة، يتوافق مع السياسة التي يتبناها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة موطأ القدم الذي كان لبلاده في الشرق الأوسط وذلك عن طريق تعزيز تأثير موسكو على دول المنطقة. وأنهت تقريرها بالإشارة إلى أنه في عهد أنظمة مصرية حاكمة سابقة كان هناك محاولات لتنويع مصادر التمويل، بعيدا عن الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفة أنه على الرغم من ذلك سيكون من السابق لأوانه إنهاء العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر.