كشفت السلطات اليمنية عن وقوع أربع حالات انتحار يوم أمس الأربعاء، في مناطق متفرقة من البلاد، وهو ما يعد تطوراً خطيراً بالنسبة لظاهرة الانتحار نتيجة أسباب مختلفة من أبرزها الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها اليمنيون.
وفي هذا السياق ذكرت شرطة العاصمة صنعاء أنها سجّلت وقوع حادثي انتحار منفصلين أقدم عليهما شخصان تتراوح أعمارهما بين 24 و30 عاماً، أحدهما انتحر في مديرية صنعاء القديمة عن طريق شنق نفسه بشال، أما الثاني وهو من سكان مديرية أزال فقد أنهى حياته بيده مستخدماً الطريقة نفسها.
أما حادث الانتحار الثالث فقد كان ضحيته شاب من أهالي محافظة صعدة شمال البلاد، وقالت الشرطة إنه ربط عنقه بحبل في منزله ما أدى إلى وفاته منتحراً.
وكانت الشرطة في مديرية المنصورة بمحافظة الحديدة الواقعة غرب اليمن، قد سجلت حادثة الانتحار الرابعة، مشيرة إلى أن شخصاً في الـ65 من عمره يعاني من حالة نفسية قد أقدم على الانتحار بشنق نفسه على شجرة في حوش منزله.
وكان أعلى معدل يومي لحالات الانتحار قد رصدته الأجهزة الأمنية اليمنية يوم 10سبتمبر الماضي بوقوع 3 حالات انتحار متفرقة في محافظات عدن (في الجنوب) وتعز وإب (وسط البلاد).
ورصدت الداخلية وقوع 31 حادثة انتحار في عدد من محافظات الجمهورية خلال شهر سبتمبر الماضي أودت بحياة 31 شخصاً بينهم 8 إناث و3 أطفال.
2012 عام الذروة
وكانت إحصائية رسمية قالت إن حوادث الانتحار بلغت ذروتها في العام المنصرم 2012، إذ بلغ عدد المنتحرين قرابة 253 شخصاً موزعين على 19 محافظة من أصل 21، مقابل 235 انتحروا في عام 2011، و229 في 2010.
وأشارت إحصائيات سابقة إلى أن ظاهرة الانتحار في اليمن قد حصدت ما يربو على 4100 حالة خلال الفترة من 1995 حتى 2009.
ويرى خبراء علم النفس وعلم الاجتماع أن الظروف الاقتصادية الصعبة في اليمن تعد السبب الرئيسي وراء لجوء البعض للانتحار، إضافة إلى عوامل أخرى منها: ضعف الوازع الديني، وإدمان الخمور والمخدرات، والتحول غير المدروس على الثقافة الغربية باتخاذها منهجاً، وهو ما يؤدي إلى حالة تفسّخ أخلاقي ونفسي يمكن أن تنتهي بالبعض إلى الانتحار.
وفي هذا السياق تحدث لـ”العربية نت” الخبير الاجتماعي سعيد عبدالودود قائلاً: “المعلومات والمؤشرات والأرقام جميعها تؤكد أن الظاهرة تشهد تصاعداً مستمراً، خاصة خلال السنوات العشر الأخيرة، نتيجة الظروف المعيشية الصعبة والأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها البلد عموماً، وبالذات منذ ما بعد الأزمة التي شهدها اليمن مطلع عام 2011”.
وأضاف: “توكد الدراسات أيضاً وجود علاقة بين الجهل والأمية وغياب الوازع الديني وتزايد حالات الانتحار في المجتمع اليمني، كما تشير دراسات أخرى إلى أنه كلما زاد الجهل وزادت الأوضاع الاقتصادية سوءاً اتسعت دائرة الظلم وزاد عدد الضحايا، ودائماً ما تكون المرأة والطفل إجمالي بلاغات ضحايا هذا العنف، لأنهما يمثلان الحلقة الأضعف في المجتمع”.