سجل آخر ظهور لعلي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية في إيران، في منزله حين استقبل مشاركين في المؤتمر الوطني للنخب الشباب، وذلك في 9 تشرين الأول (أكتوبر)، أي منذ قرابة عشرين يومًا.
منذ ذلك اليوم، لم يظهر خامنئي على العلن، وغاب عن احتفالات عيد الغدير، العيد الشيعي الأهم بعد الفطر والأضحى، ما أثار الكثير من التساؤلات حول أسباب غيابه، خصوصًا أن تقارير صحافية ردته إلى تدهور صحته.
وهذا كان سببًا في انطلاق مجموعة من التساؤلات حول مستقبل النظام السياسي في إيران، ومآل ولاية الفقيه بعد الخامنئي، وسلسلة من التكهنات التي تناولت السبب الحقيقي لغياب المرشد.
صمت على الانفتاح
ونقلت تقارير عن خبير إيراني في الشؤون الأمنية أمس الأربعاء قوله لموقع خودنويس الناطق بالفارسية إن الغياب الأخير للمرشد الأعلى صار شغل الأوساط الداخلية الإيرانية الشاغل، بعدما طال أمده.
وأضاف أن تناقل الخبر في وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية من جهة، والقريبة من هاشمي رفسنجاني من جهة أخرى، والظهور المفاجئ لمجتبى خامنئي، نجل المرشد، هو ما أثار المزيد من التساؤلات حول غياب خامنئي عن الساحة السياسية الإيرانية.
وثمة من حاول ربط هذا الغياب بالتطورات المفاجئة على خط الانفتاح الإيراني على الولايات المتحدة، وخصوصًا اتخاذ حكومة الرئيس حسن روحاني قرارًا بوقف كل أشكال الحملات المناهضة لأميركا، وإنزال كل اليافطات التي كانت تنعتها بالشيطان الأكبر من شوارع طهران وكبرى المدن الإيرانية الأخرى، قائلين إن ذلك لم يكن ليحصل لولا الغياب القسري للمرشد الأعلى، خليفة الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية.
أدعوا له!
إلا أن آخرين يرون أن هذا الانفتاح نفسه هو السبب الذي دفع بالمرشد الإيراني إلى الوقوف خلف الستار، والتزام الصمت، متعمدًا البقاء خارج التغطية الاعلامية، كيما يضطر لتبرير تنازلات ستقدمها إيران في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا حول ملفها النووي، الذي طالما اعتبره خامنئي خطًا أحمر، خصوصًا أن رد فعله على الاتصال الهاتفي بين روحاني والرئيس الأميركي باراك أوباما لم يكن حادًا، مكتفيًا بوصفه بالتصرف الذي لم يكن في محله.
وكان موقع دبكا فايل الإسرائيلي أثار جلبة حول غياب خامنئي في احتفالات عيد الأضحى، بعدما جرى على عادة توجيه رسالة إلى الحجاج الإيرانيين. وقال الموقع إن لا تبرير لهذا الغياب إلا تدهور صحة خامنئي، عززها موقع ويكيليكس حين نقل معلومات عن رجل أعمال قريب من رفسنجاني أبلغها لإحدى السفارات الأميركية.
وأمس الأربعاء، طلب حسين رستمي، وهو عامل في مجال المواقع الأمنية الإيرانية، من أصدقائه الدعاء للمرشد، قائلًا: “لا تصلنا أنباء جيدة حول صحة كبيرنا، ولم يتحدث في يوم الغدير مع الشعب ومع الضيوف، أدعوا له كثيرا”.