اتهم أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس المصري، الأربعاء، الداعية الشيخ يوسف القرضاوي بأنه بات “داعية للقتل وسفك الدماء”، داعياً إياه إلى أن يثوب إلى رشده ويعود إلى مواقفه المعتدلة.
وحثَّ المسلماني، في مقال كتبه لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية بعنوان (خريف داعية) ونشرته الأربعاء، الشيخ القرضاوي إلى “الإفاقة والرشد، وأن يتواضع ويعتذر ويتوب عن مواقفه الأخيرة التي انقلب فيها على مواقفه السابقة التي كانت تتسم بالاعتدال”، معتبراً أن القرضاوي “أصبح عدواً لنفسه ووطنه، وأصبحت كلماته تتناقض مع تعليمات الإسلام السمحة، حيث يحرض على العنف والكذب والإساءة للجيش المصري والدعوة لهزيمته، كما أصبح داعية للقتل وسفك الدماء”.
ورأى اأن ما أسماها (وسطية القرضاوي) لم تكن “نوع من الوسطية السطحية التي تشبه حملة العلاقات العامة لمرشحي التيار الديني؛ بل كانت وسطية رصينة تنهض على معرفة واسعة وعلم راسخ، ولكن الشيخ مضى ضد نفسه ينسخ ماضيه المضئ ويأتي على سيرته المشرقة .. بات الشيخ عدوّاً لنفسه وعدواً لوطنه وعبئاً على الدين والدنيا”.
وأضاف أن “الشيخ أهال التراب على ما كتب وأصبح واحداً من المفترين على الحاضر والتاريخ معاً، بعد أن كان ثابتاً صامداً ضد الغلّو والتطرف، واشتبك مع كتابات أبو الأعلى المودودي وسيد قطب (كتّاب إسلاميين عُرفوا بالتشدد) دون تردّد أو خوف”.
وتابع أن “الشيخ أفتى أثناء حملة الرئيس السابق (محمد مرسي) بأنه يجوز للمواطن الذي يأخذ الرشوة الإنتخابية، وأنه دعا من فوق منبر مسجد عمر بن الخطاب في الدوحة الولايات المتحدة لضرب سوريا، وأنه حرَّض على الجيش المصري ودعا المسلمين إلى قتاله وزعم أن الجيش الإسرائيلي أفضل من الجيش المصري في الإنسانية”.
ولفت المستشار الإعلامي للرئيس المصري إلى “أن القرضاوي قال لإسرائيل لا تخافي .. إنكم تظنون أننا سننتهي من الجهاد في سوريا ونستدير لنكمل الجهاد ضد إسرائيل .. من قال لكم هذا .. لن نفعل ذلك!”.
وخَلُص إلى القول إن “القرضاوي السابق هو عكس القرضاوي الحالي، وأن القرضاوي الأخلاقي اختفى لصالح القرضاوي البراغماتي الميكافيللي ويواصل الآن شطب بعضه بعضاً”.
يُشار إلى أن كتاباً وقادة رأي في مصر هاجموا الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي (87 عاماً) والمقيم في قطر لما يعتبرونه مواقف معادية لمصر منذ رحيل الرئيس السابق محمد مرسي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة.
وطالب عدد من مهاجمي القرضاوي بسحب الجنسية المصرية منه، كما دعا علماء دين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى إلغاء عضوية القرضاوي من هيئة كبار العلماء (أعلى هيئة بمشيخة الأزهر) غير أن الطيب رفض، مؤكداً أنه تجاوز عن الإهانات التي وجهها له القرضاوي.