عندما كان القذافي يصف الليبيين الذين ذهبوا ليعارضوه في أمريكا وبريطانيا كلاباً ضالة .. والمجموعات الي تستخدم الدين بأنهم زنادقة .. كنا نضحك ونعتقد أنه يسخر منهم .. وعندما كان يحذر بأن هؤلاء ليس لهم قيم تحكمهم وعلي إستعداد لإستخدام كل الوسائل وجميع انواع الخيانة ولن يترددوا لحظة بالتحالف مع الكفار وأن يبيعوا الوطن .. وعندما كان موسي كوسا ومن بعده أبوزيد دورده في المخابرات .. يرصدون هؤلاء ويأتوا بمعلومات لم أكن أصدق .. حتي عشت بين هؤلاء خلال الحرب التي اسقطت القذافي وقد كنت طرفاً فاعلاً فيها أو أحد أدواتها .. واليوم وبعد ما وصلت الأمور إلي ماوصلت إليه وطارت السكرة ..وظهرت الفكرة كما يقول المثل ومانراه من هؤلاء وما فعلوه في الوطن .. أجد لزاما ً علي وأنا هنا لا أدعي الشجاعة وإنما لأؤكد بأنني لم أكن منافقاً وأنني لست من هذه الشلل والعصابات وأتبرء منها أمام الله والوطن .. وأعترف أمام الليبيين بأنني أخطأت وربما خوفاً وطمعاً .. لقد واجهت ظروفاً صعبة وضغوطاً من أجهزة وقوة قاهرة .. وأعتقدت أنني برضوخي قد أستطيع إنقاذ الوطن .. وحتي معمر القذافي الذي ربطتني به صلة امتدت أكثر من أربعين سنة وعاملني بمنتهي الإحترام وأعطاني مناصب لم أكن احلم بها .. وأعطي الوطن قيمة عرفتها الأن .. فقد كنا نتعامل مع العالم بعزة وكرامة .. عكس هذا الذل الذي نراه منذ غياب معمر القذافي .
قد يقول البعض بأن عبدالرحمن سكران ويهذي بهذا الكلام .. نعم لقد أسكرني ماوصلت إليه بلادي وما فعله الجرذان بهذه السفينة التي كانت شراعها تطاول السماء وشعبها قمة النقاء فخرقوها وأهانوها ومسحوا بكرامتها الأرض وأعتذر هنا للجرذان لأن هذا الفعل الشائن تخجل منه الجرذان وقد يقول لي أنت منهم يافالح وأنت استدعيت الغرب الصليبي ليدك بلدك أنظر إلي الرجال أنظر إلي مندوب سوريا البطل .. هذه مقارنة مجحفه لأن ليبيا فيها نفط وفيها القذافي الذي صدع الغرب وأهانهم في اكثر من مناسبة وحرم عليهم أفريقيا وحولها إلي قارة مسلمة ولا ينحني وكان لابد من كسره ثم هم لم يكونوا في إنتظار شلقم ليدعوهم فقد سبقني بن حليم وأولاده وأحضروا يوم 19 فبراير سفراء بريطانيا وأمريكا وربطوهم بالرجل الطيب مصطفي عبدالجليل وكذلك السيد زيدان .. ومنصور سيف النصر .. وأحضروا معهم برنار ليفي إلي بنغازي كذلك سبقني السيد المقريف وعائلته صهد وصهره فايز جبريل فمن أكون أمام هؤلاء .. ثم أن القرار اتخذ قبل 17 فبراير وسأعود لشرح ذلك إن شاءالله في كتاب خلصت من كتابته واودعته لزوجتي واولادي ليعرف الليبيين الحقيقة وكذلك.. أجد نفسي أعتذر لإخوتي وزملائي الذين يعانون السجن والتعذيب في سجون القاعدة في طرابلس .. ولهم كل الإحترام ولا أزايد عليهم من الزوي إلي عبدالرحمن .. إلي عبدالله السنوسي .. إلي أبوزيد إلي بجاد وعبدالعاطي والسيد وجاد الله .. وغيرهم .. من الرجال المحترمين الأوفياء كالشهيد أبوبكر يونس وعزالدين الهنشيري .. ولعل الليبيين اليوم يقارنون بين هؤلاء وبين دولة الجرذان بالحاج والصلابي والساقزلي وعبالمجيد سيف النصر والكرغلي والشركسي وطاطاناكي أو الكيب السارق أو الخبير الإلكتروني عبدالله ناكر .
أما عن مايجري في مصراته ودرنة فحدث ولا حرج مع إحترامي للعائلات المحترمة وإنما أقصد بقايا الإنكشارية والعائلات التي لا أصول لها حتي لا أتهم بأنني معادي للسامية أقول ذلك وأعرف أن هناك الأن من ينعتني بأنني أيضاً جدي جاء مع الأحباش واستقر وتزوج من فزان العريقة وانتسب لهم .. وهذا ليس عيباً إنما العيب أن لا نعترف بالحقيقة ونقصي الأخرين ونخفي أسباب حقدنا علي معمر القذافي الذي أجبرنا أن نكونوا عرباً ” عرب نعيش عرب نموت عرب نقولها باعلي صوت ” .. كما كانوا يستقبلونه في الجبل الغربي .
إنني هنا لا أمدح معمر القذافي وعهده ورجاله فلهم حسنات وسيئات وأنا واحد منهم .. وإنما الشارع الليبي اليوم وجميعنا نحس بالندم والوحشة داخل الوطن الذي حكمته الجرذان وجردوه من كل شئ وتخجل حتي أن تنتمي إليه وجميعنا بدون مكابرة نقول يايوم من أيام معمر القذافي حتي هذه العصابات ولعلكم شعرتم بذلك من لقاء السيد مصطفي عبداالجليل مع الشرق الأوسط اخيراً .
لقد لفت إنتباهي صدقه المعروف عنه وأعترافه حول ملفات استخدمناها ذرائع لسب معمر وحجج كملف الإيدز وملف أبوسليم وجميعهم استلم تعويضاً مجزياً وتنازل طوعاً والأن يبتزون الشعب الليبي وكانهم أبطال بينما جميعهم محكومين بجرائم موثقة تمس أمن الوطن وخير شاهد وجودهم الأن في الشارع الليبي عندما غادروا السجن . !! حتي حديثه عن الحوار في مؤتمر الشعب مع القذافي لمست رقياً .. وكيف قال له القذافي بأنه لم يختر المكان المناسب لطرح هذا الموضوع ويحسب للقذافي وهذه عادته ان تحمل كل ماقاله السيد عبدالجليل واستمر وزيراً ولم يقطع القذافي الطاغية لسانه .. يتحدث عن المصالحة التي طرحها القذافي ومالم يقله السيد عبدالجليل بأن الأمر خرج من أيدينا ..كذلك وأنا أشاهد أكد دور قطر ودفعها تعويضات مليون دولار لمرضي الإيدز نيابة عن أوروبا بعد موافقة أولياء المصابين ” وفاتنا أن ندرك بأن أمير قطر أداء في يد الغرب ” .. وأخيراً أحيي السيد عبدالجليل علي استعداده في العمل من أجل مصالحة جدية بين الليبيين .. وسيكون مقبولاً طالما هو بهذه الشفافية من طرف جماعة معمر لأنهم علي قلب رجل واحد ولديهم قضية وطن يريدون الحفاظ عليه ولكن المشكلة ياأخونا عبدالجليل لن تجد شريكاً للقيام بهذه المصالحة التاريخية التي يحتاجها الوطن طالما الجرذان يتحكمون في الوطن .. وكل جرذ بما لديهم فرحون ..
أسجل هذا الإعتراف بهذا الصدق والوضوح الذي يعرفه عني وليغفر الله لي ماتقدم من ذنبي وماتأخر .
روما 29 أكتوبر 2013
المواطن .. عبدالرحمن شلقم