كتب “كريس دويل” (Chris Doyle)، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، مقالا في صحيفة “التلغراف” البريطانية، اليوم، يرى فيه أن “التحالف بين أقوى ديمقراطية في العالم والثيوقراطية الإقطاعية يبدو غير قابل للتصديق، ولكن كان هذا التحالف بين الولايات المتحدة والسعودية واحدا من آخر ما تبقى من ثوابت ما بعد الحرب العالمية الثانية في الشرق الأوسط”.
وقال إن الولايات المتحدة وفرت غطاء الأمن للسعودية، بينما ضمنت المملكة العربية السعودية التدفق الحر لإنتاج النفط وزيادته في أوقات الأزمات.
كانت هناك خلافات في الماضي: الحظر النفطي العربي عام 1973، ورفض الولايات المتحدة بيع أسلحة إلى السعودية في الثمانينيات من القرن الماضي بسبب الاعتراضات الإسرائيلية ودور الخاطفين السعوديين في تفجيرات 11/9. وكان دعم الولايات المتحدة لإسرائيل يغضب دائما السعوديين، في حين أن انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان ومعاملة النساء كان يشكل دائما إحراجا لواشنطن.
ورغم كل هذا، لم تصل العلاقة إلى الدرك الأسفل الذي وصلت إليه الآن. فهل حان وقت بيعها؟
أرادت السعودية أن تسجل موقفا وتثير الانتباه برفضها تولي مقعد في مجلس الأمن والعتاب المفتوح لإدارة أوباما. وتوقعت القيادة السعودية أن يستمع إليها، وأن تكون طرفا في القرارات الرئيسة، ولكن شعرت أنها مستبعدة.
ويقول مسؤولون سعوديون إن الأميركيين يتجاهلون كل حلفائهم وتتملق إلى أعدائها، وخاصة إيران. وما من قضية تهمَ الرياض إلا وتخذلها فيها الولايات المتحدة. (ينسون صمت واشنطن على التدخل السعودي في البحرين).
التقارب بين الولايات المتحدة وإيران، وعدم الرغبة في القيام بعمل عسكري في سوريا لإسقاط نظام الأسد، والتخلي عن حسني مبارك في مصر والفشل التاريخي في فلسطين يتعارض مع المصالح الإستراتيجية السعودية. وكانت القيادة السعودية تعول على واشنطن للعمل معها بشأن هذه القضايا والحفاظ على النظام الإقليمي القائم منذ عقود طويلة.
ولكن هل يمكن لهذه المشاجرة الزوجية أن تفضي إلى الطلاق؟ الأسس تستند دائما للمصالح المشتركة وليس القيم. وهذه (المصالح) آخذة في التغير، فما عاد النفط السعودي ضروريا للسيارات الأمريكية التي تستهلك الكثير من البنزين. وقد فاز الرئيس أوباما في الانتخابات ملتزما بعدم التورط في المزيد من الحروب في الشرق الأوسط، سواء ضد الأسد أو ضد طهران. ونوبات الغضب السعودي لن تغير هذا الواقع.
كلا الجانبين يختلفان بشأن هذه الأزمات غير المسبوقة التي حطمت النسيج الأمني في المنطقة. فالسعودية تريد دورا قويا للولايات المتحدة. وتعتقد أن هناك حلا عسكريا لسوريا، في حين أن الولايات المتحدة لا ترى ذلك.
أوباما يريد الدبلوماسية. وزير الخارجية، جون كيري، انغمس في مفاوضات مطولة حول إيران وسوريا وفلسطين. ويتوقع عدد قليل جدا من الخبراء الإقليميين نجاح هذه الصفقات، فالأجواء تبدو واعدة بشأن إيران، ولكن التفاصيل ليست بذاك.
وانتهى الكاتب إلى أن السعوديين يعرفون أنهم يحتاجون للولايات المتحدة أكثر من العكس، وأن المظلة الأمنية الأمريكية هي الوحيدة التي تضمن الحماية لاحتياجات المملكة، خاصة في زمن الانهيار الإقليمي.