حذرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية من أن بعض الجماعات المسلحة المتطرفة التي تقاتل في سوريا بهدف الإطاحة بالرئيس بشار الأسد تفيد النظام الحاكم هناك وتوفر الدعم له أكثر من عرقلته.
وأشارت الصحيفة في موقعها الإلكتروني إلى أن الولايات المتحدة ودولا أخرى حذرت من أن مثل هذه العناصر الإسلامية المتمردة تعمل على تغيير الرأي العام لصالح الرئيس الأسد وإطالة أمد العنف، موضحة أن مصادر بوزارة الخارجية الأمريكية أكدت أن ظهور جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا يعد العامل الرئيسي في تقويض محادثات السلام حتى الآن لإنهاء هذا الصراع.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الجماعة المتشددة والتي يطلق عليها “الدولة الإسلامية في العراق والشام” تعرقل المساعدات الأجنبية وتجبر المتمردين المعتدلين على القتال في جبهتين، كما أعطت مصداقية لمزاعم النظام بأنه القوة الوحيدة، التي تقف بين الشعب والتطرف.
ونسبت الصحيفة إلى مسئول أمريكي لم تحدد اسمه القول إن هذه الجماعة المتطرفة تقدم العون والمصداقية للنظام في سوريا ويجعل مهمة انتزاع تنازلات منه على مائدة المفاوضات أمرا أكثر صعوبة.
ولفتت إلى أن الرئيس بشار الأسد شكك خلال مقابلة صحفية في شرعية قيادة المعارضة التي سوف تشارك في مؤتمر مزمع للسلام في جنيف متسائلا “أي جماعات سوف تشارك وما علاقتها بالشعب السوري وهل تمثل الشعب السوري أم تمثل الدولة التي صنعتها”.
كما أشارت في هذا الصدد إلى إقرار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في تصريحات للصحفيين في باريس بأن الأحداث في سوريا ربما تكون قد تحركت لصالح الأسد في الشهور الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج قال -في تصريحات له- إن كل عناصر المعارضة السورية بحاجة إلى الاتفاق على الانضمام إلى محادثات السلام قبل إمكانية تصور نهاية لهذا الصراع المستمر منذ 31 شهرا، موضحة أن معظم الفصائل الإسلامية التي تقاتل في سوريا تقول إنها لا تعترف بسلطة المجلس الوطني السوري.
وأضافت الصحيفة أن هيج أوضح أنه “إذا لم تشارك هذه الفصائل في عملية السلام، لن يكون أمام الشعب السوري سوى الاختيار بين الأسد من ناحية وبين المتطرفين من ناحية أخرى”، مشيرا إلى أنه “كلما طال أمد هذا الصراع كلما صار أكثر طائفية وعزز من قبضة المتطرفين ولذا نبذل مزيدا من الجهد لدفع عملية جنيف للسلام”.
وأضاف هيج في تصريحاته “لا يوجد طرف سينتصر عسكريا في هذا الصراع ولن يكون بوسعه دحر الطرف الآخر، ويتعين علينا النظر إلى الصراع على الأمد البعيد كما يتعين على كل السوريين الآن بذل جهود والتوصل إلى حلول وسط من أجل أن تؤتي عملية السلام بنتائجها المرجوة، وهناك استعداد بين القوى الخارجية وبقية العالم لتقديم المساعدة”.