نفى المدير العام لشبكة “الجزيرة” القطرية بالوكالة الدكتور مصطفى سواق، الاتهامات التي أطلقها مصريون وعرب بدعم القناة لـ “الإخوان المسلمين”، قائلاً إنها لم تنحز لأي طرف في تغطيتها للأحداث في مصر.
وقال سواق في مقابلة مع صحيفة “الحياة” الصادرة في لندن نشرتها اليوم: “الجزيرة لا تقف مع “الإخوان” ولا ضدهم، وإذا كنتم تعتقدون بأن الحياد هو الوقوف مع السلطة أو أي طرف آخر من السلطة فنحن لا نريد هذا الحياد لأنه انحياز. الانحياز للسلطة كالانحياز للمعارضة أو لطرف آخر، ونحن لا نريد أن نكون طرفًا في هذا الصراع، نحن مجرد إعلام يقوم بدوره الإعلامي”.
وعن وصف القناة لما جرى في مصر بـ “الانقلاب” على رغم وجود تباين في التوصيف داخل المجتمع المصري، قال: “في البداية ذكرنا أنه تغيير لم نسمه ثورة ولم نصفه بانقلاب، وفي الثورة السورية استغرق الأمر أشهرًا حتى نسميها ثورة، ولم نكن نعرف هل هي ثورة أم مجرد انتفاضة محدودة أو غير محدودة. لدينا مجموعة من المعايير نطبقها على كل الحركات، ثم درسنا الموضوع واستشرنا خبراء قانونيين دوليين لا ينتمون إلى هذا الطرف أو ذاك، وقالوا لنا إن ما جرى يسمى انقلابًا في القانون الدولي، بعضهم كان يضحك عندما سألناه عن التوصيف وقال: هذا انقلاب واضح”.
وأضاف: “أن تأخذ كلمة انقلاب بالمعنى السلبي أو الإيجابي هذه قضيتك، لكن التوصيف الحقيقي هو انقلاب، وبالنسبة إلى قانونيين دوليين هو توصيف قانوني ليس سلبيًا ولا إيجابيًا. ونحن استخدمنا تلك المفردة ليس لأننا طرف، إذ إن هناك انقسامًا حتى في أوساط القانونيين المصريين، وهو يظهر حال الاستقطاب التي تعيشها مصر”.
واعتبر أن ما قامت به السلطات المصرية ضد “الجزيرة” محاولة لقمع الإعلام الحر المهني، قائلاً: “على رغم كل ذلك لا نزال نقدم كل شيء يتوافر لدينا من نشاطات حكومية، أو يقوم بها من يدعم النظام الجديد أو الانقلاب، فنحن نذهب إليهم ونستضيفهم، وهناك اثنان من موظفي “الجزيرة” معتقلان بتهم سخيفة”. وتابع: “نريد من الحكومة المصرية ألا تتدخل في عملنا المهني، ونعمل بطريقة مهنية وقانونية لكننا لن نتراجع عن موقفنا المهني ولن نخون مبادئنا. الجزيرة عانت مع الأميركيين والبريطانيين ومع العالم العربي، ولن نتراجع عن سياستنا التحريرية المهنية”. وأعلن أن “كل ما يمكن أن يعتبر تسوية مع أية جهة سواء في مصر أو غيرها يجب أن يقوم على الاحترام لمهنية الجزيرة ومن دون ذلك لا يمكن أن نتحدث عن أي شيء آخر”. ودعا المسؤولين العرب إلى أن يتسع صدرهم لحرية الإعلام، لأن الحرية حق من حقوق الإنسان والمواطنين.