تطرح قضية حبس المدون الجزائري عبد الغني علوي، علامات استفهام عديدة على مستقبل حقوق الإنسان في الجزائر، ومدى احترام السلطات لحرية التعبير والرأي المخالف.
وكان الشاب عبد الغني (24سنة) والذي يُدير صفحة ” ارحل عنا ” في موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، قد سُجن قبل أسابيع بتهمتي إهانة هيئات نظامية والإشادة بالإرهاب، بعد كتابته لتعليقات سياسية ونشره صورا يسخر فيها من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومن الوزير الأول عبد المالك سلال.
وفي حوار لوالد الشاب عبد الغني لصحيفة الخبر الجزائرية نشرته اليوم السبت، صرح أن نجله عبٌر في التحقيق الذي خضع له بمركز البحث والتحري بباب الجديد بالجزائر العاصمة أن موقفه سياسي وهو حر فيه، وقال إنه ضد العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إذا ترشح في الرئاسيات المقبلة.
وأضاف، شامي علوي، بان قضية ابنه عبد الغني هي قضية رأي وتعبير عن موقف سياسي لشاب رفض الهجرة والحرڤة، وعبٌر عن رأيه في بلاده فكان مصيره التوقيف والحبس.
وذكر الأستاذ، أمين سيدهم، محامي عبد الغني، لـنفس الصحيفة أنه قدم طلبا بالإفراج عن موكله، في انتظار تحديد تاريخ المحاكمة. مشيرا إلى أن عبد الغني يواجه عقوبة السجن لمدة قد تصل إلى 10 سنوات نافذة.
وتتعلق التهمة الأولى، حسب المحامي، بصور نشرها بحسابه في “فايس بوك”، يسخر فيها من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومن الوزير الأول عبد المالك سلال أما التهمة الثانية المتصلة بالإرهاب، فأصلها معطف أبيض مكتوب عليه بالأسود: لا إله إلا الله، عثر عليه رجال الأمن عندما فتشوا بيت عبد الغني بتلمسان غرب الجزائر العاصمة، وتم تكييفها على أنها إشادة بالإرهاب.
وكان فرع المنظمة الحقوقية الدولية ”أمنيستي” بشمال إفريقيا والشرق الأوسط قد ندٌد بحبس، عبد الغني علوي، وطالب السلطات الجزائرية في بيان أصدره الأربعاء الفارط بالإفراج عن الشاب بصورة عاجلة، وقال فيليب لوثر، مدير برامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بـ”أمنيستي انترناشيونال”، إن السلطات الجزائرية تحاول خنق الأصوات والانتقادات في هذه المرحلة التي تتسم بعدم وضوح الرؤية، والتي تسبق الانتخابات الرئاسية المنتظرة العام المقبل.
للإشارة فقضية المدون الجزائري تُضاف إلى قضية أخرى هي اعتقال الناشط، بوسعيد خالد، منسق لجنة الدفاع عن حقوق البطالين في ولاية غرداية، حيث قضى هو الآخر مناسبة عيد الأضحى في السجن بعد اعتقاله قبل أيام بسبب نشاطه النقابي في إطار لجنة العاطلين التي تقود احتجاجات في الجنوب تتعلق بمطالب الشغل والتوزيع العادل للثروة.
أحمد عبيد من الجزائر