نبّه المرجع الديني الايراني آية الله ناصر مكارم شيرازي من تحركات الوهابية في ايران داعيا الى اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذه التحركات، مشيراً الى أنه سيعقد في إيران الشهر القادم مؤتمر دولي عن مخاطر الوهابية على مستقبل الجمهورية الاسلامية والتركيبة الاجتماعية في إيران والمنطقة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتبادل فيه طهران والرياض إشارات إيجابية لتحسين العلاقات المتوترة، وسط حديث عن زيارة وشيكة يقوم بها الرئيس المعتدل حسن روحاني للسعودية بدعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ويعقد المؤتمر الذي ترعاه المرجعية الدينية خارج إطار الحكومة، وهي مستقلة تماماً عنها، في مدينة قم معقل المؤسسة الدينية وثاني أكبر الحوزات العلمية للشيعة في العالم بعد حوزة النجف بالعراق، ويبحث نشأة الحركة الوهابية ومخاطر امتدادها في المنطقة خصوصاً ايران والمناطق التي يقطنها السنّة بشكل خاص.
وأطلق مكارم شيرازي المعروف بدعمه لمتشددي التيار المحافظ وله مواقف مناوئة للتيار الإصلاحي والمعتدلين صرخة تحذير قوية الخميس من “مخطط مدعوم من الحركة الوهابية لتغيير التركيبة الديموغرافية والاجتماعية في ايران”.
وقال “أخشى أن نتأخر في التصدي لهذه الظاهرة المتنامية في أماكن محددة منها مدينة مشهد” شمال شرق إيران والتي تضم ضريح الامام الثامن لدى الشيعة علي بن موسى الرضا.
وتناول المرجع الديني مكارم شيرازي ما وصفها تحركات الوهابية في مناطق متفرقة من البلاد، داعياً الجهات المختصة الى اتخاذ التدابير اللازمة لاحباط “المخططات الخطيرة للوهابية” على حد تعبيره.
والتقى شيرازي المسؤولين عن اقامة المؤتمر الدولي المخصص أساساً للإمام علي بن الحسين المعروف بالسجّاد وقال لهم “تجري حاليا تحركات من قبل الوهابيين في مناطق مختلفة من البلاد وهي تحركات خطيرة للغاية ويجري تنفيذ برامجهم بسرعة”.
واضاف “ان الأكاذيب وتوجيه التهم هو العمل الرئيسي للوهابية، وفي هذا الصدد فان هناك حاجة ماسة الى اعداد برامج تستند الى العلم والوعي والمعرفة والأدب لازالة نقاط الغموض وتفنيد الأكاذيب”.
وتابع شيرازي وهو من كبار مدرسي الحوزة العلمية الشيعية في قم قائلا “إذا كان مصدر هذه التحركات من داخل البلاد فانها لا تلحق ضررا كبيرا ولكن الذي يدعم هذه التحركات جهات خارجية (في اشارة الى السعودية وقطر).
وحذر من “أن برامجهم ليست خطيرة علينا فحسب وانما على العالم أجمع لانه هذه البرامج أعدتها اسرائيل وأميركا وتنفذها دول في المنطقة”.
ووصف مكارم شيرازي هذه التحركات بأنها سياسية قبل أن تكون مذهبية وأوضح “إنهم يشعرون بأن الشيعة يسيطرون على مناطق مختلفة، ومن هذه الزاوية فانهم يشعرون بالخطر”.
واضاف شيرازي “الذعر سيطر على الوهابية، اذ يقومون بالاسراع في تنفيذ مخططاتهم في ثلاثة مجالات: زيادة النسل وشراء الأراضي العائدة للشيعة والهجرة الى مناطق مختلفة والسيطرة عليها” وذكر أن هناك تركيزاً على مناطق معينة في مشهد وشيراز وارومية.
وتابع ان تخبط الوهابية اصبح واضحا في ظل هذه الظروف وقال ان ايران تعد المركز الرئيس للمذهب الشيعي حاليا ولهذا السبب تحاول الوهابية محاربة الجمهورية الاسلامية الايرانية، ومن اهم مخططاتها في هذا المجال هو تغيير النسيج السكاني ورفع عدد أبناء أهل السنة الى جانب شراء الاراضي والمنازل والمحال التجارية من الشيعة فضلا عن الضغط على الاقلية الشيعية في بعض المناطق لاجبارها على الهجرة لتغيير التركيبة السكانية.
واشار شيرازي الى وجود هذه الظاهرة في مدن نظير مشهد وشيراز وارومية وقال اننا نشهد في ضواحي مدينة مشهد حركة شراء للاراضي والمنازل من الشيعة لتغيير التركيبة السكانية لصالح ابناء اهل السنة.
ونوه الى ان هناك “ارتباطاً وثيقاً بين الوهابية واسرائيل”، وقال ان ازدياد نشاط الوهابية يصب في النهاية في صالح الكيان الاسرائيلي.
واشار الى استثمارات اسرائيل وأميركا لدعم أنشطة الوهابية في إيران قائلا “يجب في هذا المجال تشكيل مجموعة أزمة لاتخاذ التدابير اللازمة استنادا الى الاحصاءات وليس الى الاشاعات فيما يتعلق بنشاطات الوهابية”.
ودعا شيرازي الى عقد مؤتمر خاص عن هذا الموضوع ورأى أنه من هذا القبيل أمر مهم جداً بالنسبة للمنطقة ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.
واضاف “ان مؤتمرا سيعقد بمحافظة قم الشهر المقبل حول خطر الوهابية التكفيرية على الاسلام والمسلمين والبشرية وطرق التخلص منها، حيث تجري حاليا التمهيدات لعقد المؤتمر”.
وزاد قائلا ان “بعض مواقع الوهابية تطلق أكاذيب كبيرة جدا حول الشيعة حيث قمنا بالرد عليها وأعلنا أن التكفيريين يسفكون دماء المسلمين وقاموا باعمال مشينة يندى لها الجبين مما جعل العالم يواجه انعدام الأمن”.
وخاطب شيرازي المسؤولين عن المؤتمر الدولي حول الامام السجاد قائلا “راقبوا أكاذيب وتهم الوهابية وتصرفوا بحكمة ووقار” داعياً أيضاً الى حفظ حقوق أهل السنّة من الايرانيين.