قبل نحو72 ساعة من انقضاء المهلة النهائية للاتفاق علي رفع سقف الدين الحكومي الأمريكي, أو إعلان إفلاس الحكومة الفيدرالية بحلول الخميس المقبل, تزايد القلق والتحذيرات من مخاطر أزمة الميزانية الأمريكية علي الاقتصاد العالمي.
وأوضح عدد من قادة المؤسسات المالية العالمية أن شبح الإفلاس يخيم علي الولايات المتحدة خلال الساعات المقبلة.
وتشهد واشنطن حاليا محادثات مكثفة, وجلسات طارئة للكونجرس, لإنهاء الأزمة, والخروج من هذا المأزق. فقد حذر جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي من أن الولايات المتحدة دخلت مرحلة شديدة الخطورة عقب فشل الإدارة الأمريكية وقيادات الجمهوريين أمس الأول مجددا في التوصل إلي اتفاق ينهي أزمة الموازنة الفيدرالية, ويرفع سقف الدين العام. وقال ـ في ختام الاجتماع السنوي المشترك لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن ـ نحن الآن علي بعد أيام قليلة من لحظة شديدة الخطورة.
وأضاف كيم: كلما اقتربنا من المهلة النهائية أصبحت الصدمة أكبر بالنسبة للدول النامية, وحذر من أن انتهاء المهلة دون التوصل إلي اتفاق سيكون حدثا كارثيا علي الدول النامية, وستكون له عواقبه الوخيمة علي الاقتصادات المتطورة.
وقد رفض مجلس الشيوخ أمس الأول خطة طرحها الديمقراطيون تقضي برفع سقف الدين العام خلال عام2014 حيث أخفقت الخطة في جمع60صوتا لازمة للمضي قدما في تنفيذ الاقتراح. وتزامن هذا الإخفاق ـ في مجلس الشيوخ ـ مع تأكيد جون بوينر رئيس مجلس النواب أنه لم يتم التوصل إلي أي اتفاق مع البيت الأبيض, لرفع حد الاقتراض الحكومي, وتسوية الأزمة التي تواجهها الحكومة حاليا.
وفي السياق نفسه, حذرت كريستين لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولي من أن استمرار تلك الأزمة ستكون له عواقب سلبية وخطيرة علي الولايات المتحدة وباقي العالم, معربة عن أملها في أن يتم حل المشكلة بصورة سريعة.
وأكد الخبراء أنه من أبرز المخاطر الناجمة عن عدم رفع سقف الدين العام الأمريكي. ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة واقتصادات العالم, إلي جانب انهيار الثقة في الاقتصاد الأمريكي, وتباطؤ نموه, وهو ما سيحدث إذا لم يبادر الكونجرس إلي رفع سقف الدين العام البالغ حاليا16 تريليون و700مليار دولار قبل الخميس المقبل.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعقد فيه مجلس الشيوخ الأمريكي اجتماعا طارئا في وقت لاحق لبحث سبل إنهاء أزمة الموازنة في الولايات المتحدة.
وقد دعا قادة المؤسسات المالية العالمية بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلي الاحتراس لدي تحركه من أجل سحب الدعم للاقتصاد في وقت تواجه فيه الدول النامية مرحلة اضطرابات مالية, حيث أعرب العديد من الدول عن القلق خلال الاجتماع السنوي لصندوق النقد والبنك الدوليين إزاء التحرك المرتقب من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتشديد سياسته المالية.