فجر الكاتب الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي “قنبلة مدوية” حول الأزمة المتفاقمة في مصر، رجح فيها عودة الرئيس المعزول محمد مرسي لمنصبه قريبا.
وأثناء محاضرة له في 13 أكتوبر بجامعة كاليفورنيا الأمريكية نشرت قناة “الجزيرة” مقتطفات منها ، كشف تشومسكي الدليل حول صحة توقعاته بعودة مرسي قريبا, قائلا :”الخلافات بدأت تظهر بين أجنحة العسكر في السر والعلن، ذكرت من قبل أن سقوط الانقلاب في مصر, لن يحدث إلا إذا ظهرت هذه الخلافات وطفت، وهذا ما نشاهده الآن”.
وأشار تشومسكي إلى أن الكاتب الصحفي المصري الشهير محمد حسنين هيكل اتصل به متسائلا “كيف تنشر أن مرسي سيعود؟ ومن أين جئت بهذه الثقة؟”, فأجاب “أنتم عرضتم على الإخوان كل العروض، ورفضوها جميعًا، ولم يبق إلا العرض الأخير، وهو عودة الشرعية المتمثلة في مرسي”, وتابع “بات واضحًا أن عودة الشرعية هي مسألة وقت، ولكن تدور الخلافات حول كيفية حماية جنرالات الجيش”.
ووجه الكاتب الأمريكي انتقادات لاذعة إلى هيكل, قائلا :”هيكل كاتب كبير، ولكن لن يذكر التاريخ سوى أنه لوث هذا التاريخ في نهاية عمره، وأنه كان سببًا في قتل الآلاف من المتظاهرين السلميين من أنصار مرسي”.
وشدد على أن ضحايا مجزرة رابعة العدوية هم ثمن الحرية لشعب تعداده يقترب من 100 مليون نسمة، يأبى إلا أن يعيش بحرية, لذلك ثار وقام بثورة جديدة ستنجح، وخاطب المشاركين في المحاضرة, قائلا :”حاسبوني على ذلك”.
وواصل تشومسكي تصريحاته النارية, مشيرا إلى أنه توقع مسبقا المجازر ضد أنصار مرسي وأشياء كثيرة أخرى، وأنه الآن يقول من نفس القاعة أن مرسي سيعود زعيمًا لمصر، وستعود مصر أقوى مما كانت.
وأشار إلى أن البعض اتهمه بأنه يحب مرسي وأنه عميل للإخوان، ورد قائلا :”نعم أحب مرسي لأنه الرئيس المنتخب بإرادة شعبه، ولكنني لست إخوانيًا ولا مسلمًا”. وكانت أسرة مرسي قالت إنه “صامد وثابت لآخر نفس، ولن يتراجع عن الشرعية”، مشددة على أنه لن يهزم أمام ما سمته اختطافا قسريا أو محاكمات باطلة تنتهك الدستور والقانون.
وأضافت أسرة مرسي في بيان لها في 13 أكتوبر بمناسبة عيد الأضحى المبارك حمل توقيع نجله أسامة “أن مرسي مهما أبعدوه، لن يتراجع عن عودة المسار الديمقراطي حتى لو كانت روحه ثمناً لمسار ديمقراطي ارتضاه الشعب ومنحه لنفسه، وحريات اكتسبها بعد عناء ودماء”.
وتابع البيان الذي نشرته قناة “الجزيرة” أن مرسي لن يفرط بتراجع أو تفاوض أو حلول وسط، لا سيّما بعد “كل الشهداء والمصابين والمعتقلين والمفقودين”.
وشدّدت الأسرة في بيانها على “أن مرسي لن تكسر إرادته التي هي من إرادتكم، استقاها من صمودكم ونفاسة معدنكم، ولتستمر الثورة السلمية في ميادين مصر لا دفاعاً عن شخص رئيس، لكن ذوداً عن وطن يخطف حاضره ويعبث بمستقبله من ثلة من أعداء الشعب”.
ووجه البيان “تحية من رئيس مصر الشرعي لكل أسرة مكلومة في ظل هذا الانقلاب فقدت عائلها أو أحد أبنائها أو بناتها ولم تجده بجوارها لأنه إما شهيد أو مصاب أو معتقل أو مفقود بسبب سعار فاشي سينتهي بإذن الله”.
واحتجز مرسي في مكان غير معلوم منذ عزله في 3 يوليو الماضي، ومن المقرر أن تبدأ محاكمته في 4 نوفمبر المقبل بتهمة التحريض على العنف.