تومر هازان, جندي إسرائيلي تم إختطافه ثم قتله, جافريل كوبين جندي بلواء جفعاتي تم قتله برصاصة قناص في الخليل, ثم إصابة طفلة إسرائيلية بعد هجوم إستهدف مستعمرة مجاورة لقرية البيرة الفلسطينية بالضفة الغربية, سرايا عوفر كولونيل متقاعد تعرض للقتل في مستعمرة شدموت ميحولا عند نابلس بالشطر المحتل من وادي الأردن.
كانت تلك عينة من سلسلة حوادث متفرقة شهدتها الأراضي العربية المحتلة في الضفة الغربية خلال شهر سبتمبر وأوائل شهر أكتوبر.2013 دفعت تلك الحوادث بالقلق إلي التسرب لنفوس المسئولين الإسرائيليين الذين لم يخفوا ترقبهم نشوب’ إنتفاضة ثالثة’.
فبقلق واضح أشار بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال الاجتماع الإسبوعي للحكومة إلي أن العام الماضي كان الأكثر هدوءا خلال عقد من الزمان ولكن مؤخرا تزايدت الهجمات.
وعلي الرغم من فترة الهدوء الطويلة نسبيا التي مرت بها الضفة الغربية فإن المسئولين والمراقبين العسكريين في إسرائيل لم يخفوا قلقهم من إمكانية تصاعد التوتر الأمني علي الأرض.وقد عبر جادي شامني القائد السابق للقيادة المركزية بالجيش الإسرائيلي عن تلك المخاوف في حديث أدلي به لراديو الجيش حينما أشار إلي أن الهجمات التي وقعت في الضفة الغربية قد تكون إرهاصات إنتفاضة جديدة.
‘أحداث الشهر الماضي قد تؤدي إلي التصعيد في الضفة الغربية,ومن الصعب تحديد إذا ما كانت تلك الهجمات بداية لإنتفاضة قادمة’.
وأشار شامني إلي وجود أدلة ملموسة متمثلة في3 هجمات منفصلة حتي وإن كانت تلك الهجمات منفصلة ولاعلاقة لها ببعضها البعض, مضيفا:’ولكن دون شك يعد وقوع مثل تلك الحوادث سببا في تشجيع جميع السكان علي التحرك حتي وإن لم يكونوا قد تحركوا حتي الآن’.
وقد أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلي أن تصاعد وتيرة الهجمات الفلسطينية في الضفة الغربية يظهر بجلاء أن المنطقة متقدة مثل الجمر.
فقد تم تسليط الضوء علي الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة التي شهدت خلال الأسابيع الأخيرة تصاعدا في وتيرة الهجمات ضد الإسرائيليين.فعلي الرغم من إشارة الجيش الإسرائيلي إلي خطأ التوصل إلي نتائج متسرعة فيما يتعلق بنشوب موجة عنف فلسطينية جديدة, فإن الأرقام التي سربها جهاز’ شين بيت'(وكالة الأمن الداخلي بإسرائيل)في تقريره الشهري عن شهر سبتمبر2013 أظهرت تصاعد في الهجمات الفلسطينية ضد أهداف إسرائيلية عسكرية ومدنية في أنحاء الأراضي المحتلة بالضفة الغربية والقدس الشرقية.
فقد أشار التقرير الشهري إلي أن شهر سبتمبر شهد تعامل أجهزة الأمن الإسرائيلية مع129 هجوم مقارنة بـ93 هجوما في شهر أغسطس.وتضمنت الهجمات قتل جنديين من الجيش الإسرائيلي و72واقعة إستخدام عبوات حارقة و4 هجمات باستخدام مواد ناسفة و4حالات إطلاق نار بواسطة أسلحة صغيرة.
وحذر التقرير من أن الوقائع تشير إلي تصعيد في تلك المنطقة في ظل توافر معلومات عن قيام’ حماس’ و’الجهاد الإسلامي’ بمحاولة إعادة تأسيس بناهم التحتية في المنطقة والإعداد لشن هجمات منتظمة ضد إسرائيل إنطلاقا من الضفة الغربية مثل الهجوم الفاشل الذي حاولت’ حماس’شنه علي’ ماميلا’ أحد المركز التجارية المفتوحة بالقدس.
وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن جهاز’شين بيت’ لعب دورا كبيرا في إحباط عدد كبير من الهجمات قبل وقوعها نتيجة إجراءاته الوقائية المستمرة.
وفي هذا الإطار تم الكشف عن تتبع أجهزة الأمن الإسرائيلية لما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ’الجهود التحريضية’ التي تبثها وسائل الإعلام الفلسطينية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية ضد إسرائيل.
فعلي سبيل المثال تتبعت سلطات الإحتلال الإسرائيلي ما بثته صفحة, صنفتها علي أنها تابعة لمنظمة فتح الفلسطينية, علي برنامج التواصل الاجتماعي’ فيسبوك’ من مواد وصفتها إسرائيل بأنها تثني علي حادث إطلاق أحد الفلسطينيين النار علي طفلة إسرائيلية في إحدي المستعمرات الإسرائيلية بالضفة الغربية.
كما تتبعت السلطات الإسرائيلية ما دار بأحد البرامج التي تبثها القناة الرسمية للسلطة الفلسطينية بالتليفزيون. فقد ظهرت علي الشاشة طفلة فلسطينية تقرأ أبيات شعرية تهاجم الإسرائيليين اليهود والصهاينة.
وفي واقع الأمر بدا من الواضح أن تصريحات المسئولين الإسرائيليين في الآونة الأخيرة هي التي تثير اليأس والغضب لدي العرب في الأراضي العربية المحتلة بالضفة الغربية وغيرها خاصة بعد التصريحات التي أدلي بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو يوم5 أكتوبر2013 وعلق خلالها علي عملية السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية بالقول:’الحل هو عبارة عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح وأعني نزعا حقيقيا مستمرا من السلاح وهذا يتطلب إجراءات أمنية واضحة جدا وليس القوات الدولية. ولكن- يجب علي الفلسطينيين أن يعترفوا بالدولة اليهودية.
لماذا ترفضون الاعتراف بالدولة اليهودية؟ نحن مستعدون للإعتراف بدولتكم القومية وهذا هو ثمن كبير جدا, هذا ليس أمرا يستهان به. ولكن سيتوجب عليكم القيام بسلسلة من التنازلات والتنازل الأول هو التنازل عن حلم حق العودة. لا نكتفي بإعترافكم بالشعب الإسرائيلي أو بدولة مزدوجة القومية ستقومون في وقت لاحق بغمرها بلاجئين. هذه هي الدولة القومية التابعة للشعب اليهودي. وطالما لا يقوم الفلسطينيون بذلك- لن يتحقق السلام.’!!
فمثل تلك التصريحات الحادة التي تغلق الطريق بشكل مسبق أمام’ عملية سلام حقيقية وعادلة’ تؤدي إلي فقدان الأمل في غد أفضل مما يقود إلي اليأس ثم الإحتقان فالغضب الذي يقود بالضرورة إلي المرحلة الأخيرة المتمثلة في’ الإنفجار’.