اثارت فتوى الداعية الإسلامي مظهر شاهين، خطيب وإمام مسجد عمر مكرم، بتحريم الشراء من محلات مملوكة لجماعة الإخوان المسلمين جدلاً بين المواطنين والقوى السياسية حيث بدا انقسام حولها ما بين مؤيد ومعارض.
وتهكم نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بشدة على شاهين، عقب نشره “فتواه”. وكان شاهين أفتى عبر صفحته على “فيسبوك” بان “الشراء من متاجر ومحال الإخوان المسلمين حرام شرعا، لأن الجماعة تستخدم الأموال في تدمير الوطن”.
وتابع″ فتوى على مسؤوليتي الشخصية: الشراء من متاجر ومحال اﻹخوان المسلمين حرام شرعا، ﻷن أصحاب هذه المحال يدفعون خمس أرباحهم للجماعة، التي تستخدم هذه اﻷموال في شراء اﻷسلحة والقيام بعمليات إرهابية وقطع الطرق وترويع الآمنين”.
وأضاف “وبالتالي أنت وأنت تشتري منهم كأنك تساهم بشكل غير مباشر في تدمير الوطن وتشارك في هذه الجرائم، ومما هو معلوم شرعا أن من يعين ظالما على ظلمه يشاركه في الوزر، وكذلك التعاون على اﻹثم والعدوان حرام شرعا ومنهي عنه”.
واستعان شاهين في “فتواه” بالآية القرآنية “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على اﻹثم والعدوان”.
وختم بقوله “وعلى ذلك على المسلم أن ينأى بنفسه عن معاونة هؤلاء من خلال الشراء منهم وتربيحهم أموالا يستخدمونها هم في تدمير الوطن.. والله أعلم”.
وقال مؤيدون للفتوى” تسلم أيدك يا شيخنا وربنا يحفظك”، وفي تعليق اخر “أيوه كدا يا نوارة الثورة والمفروض نطبق على هؤلاء المجرمين بنود المقاطعة مع بني عبد المطلب أن لا يناكحوهم، لا يزوجونهم، ولا يتزوجون منهم، وأن لا يبايعوهم ولا يبيعون لهم ولا يشترون منهم الخ المقاطعة والحصار السياسي”، ويقول أخر “100% صح ياشيخ مظهر ربنا يحميك ويخليك لينا”.
وقال حازم حامد، أحد النشطاء على “فيسبوك”، مهاجما شاهين “مش بتقول بلاش ندخل الدين بالسياسية ودا اسمه إيه.. فتاوى تحت الطلب.. لا تعليق”.
وأضافت سهير سالم “يبقى أي حاجة تخص الفلول أو الجيش هي كمان حرام شرعا ما هما بيقتلوا الناس الأبرياء.. إيه الفرق ولا حرام على ناس وحلال لناس.. ولسه ياما نشوف”.
وتابع خالد صابر “لا تعطِ نفسك الحق في الإفتاء فأنت ليس أهل فتوى، أنا مش إخواني ولا سلفي أنا مصري أحب كل المصريين متوحدين ومتجمعين، وبلاش كده يا عم مظهر”، حسب “بوابة القاهرة”.
وقال محمد السنجيدي، عضو جماعة الإخوان المسلمين، إن تلك الفتوى لا تستحق التعقيب عليها ولا الاهتمام لأن الشيخ مظهر شاهين يتعامل بمظهرية ويحاول جذب الأنظار إليه بتصريحاته وخطبه وأخيرا بفتواه التي يرفضها الشرع والدين الحنيف الوسطي الذي من المفترض أنه دارس له ويعمل به.
أما جهاد عيد، الناشط السياسي، فقال إن جميع مصالح الإخوان وأموالهم موجهة للتنظيم ودعم جماعة لا تعرف سوى العنف ومصالحهم الشخصية فقط وهم لا يخدمون إلا بعض، وذلك حسب قوله.
واستنكر رجال وعلماء الدين ومنهم الشيخ فكري حسن إسماعيل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الفتوى ووصفها بأنها لا تستند إلى أي أساس شرعي، لافتا إلى ضرورة أن يتأكد كل من يتصدى لإبداء رأي في حكم شرعي أو مسألة فقهية من مضمون السؤال والأساس الذي قام عليه، وألا يبني حكما على أمور ظنية بل لابد كما قال: أن تكون الأحكام قائمة علي اليقين التام، مشيرا إلى أن تلك هي القاعدة الأساسية، فمن سئل في حكم البيع أو التعامل مع بعض المؤسسات أو الشركات أن يتحرى من يصدر الحكم الحقيقة حتى تكون فتواه في موضعها”.
ووصف الدكتور عبد الغفار هلال عضو لجنة القرآن والسنة بجامعة الأزهر فتوى شاهين بأنها باطلة ولا يصح صدورها، قائلا: ان من صدر بشأنهم الفتوى مسلمين ومواطنين مصريين، والخلاف السياسي ليس له صلة بالعمل التجاري، وإلا كان من الأولى أن توقف مصر التعامل التجاري مع إسرائيل وأوروبا وأمريكا، متسائلا..”فكيف لنا أن نحرم التعامل مع مصريين، وإذا أخطأوا في تعاملهم بالتجارة فيعاملوا بالقانون”.