قال محمد علوش، المنسّق السياسي لتنظيم “جيش الإسلام” في سورية، إن “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية” سيكون بمثابة “العدو” بالنسبة لنا، مثله مثل نظام بشار الأسد، إذا قرر الذهاب إلى مؤتمر “جنيف 2″، المرجّح الشهر المقبل، للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية.
ومضى علوش قائلا، في تصريحات عبر الهاتف لوكالة الأناضول للأنباء، إن تنظيم جيش الإسلام، الذي تشكّل مؤخرًا من 13 من الألوية العاملة على الأرض، “لن يعتد بموقف هيئة قيادة الأركان المشتركة للجيش الحر والائتلاف السوري من مؤتمر جنيف 2.. من يقف إلى جوار بشار الأسد ويضع يده في يد من ذبحنا بالسلاح الكيميائي، وحاصر غوطة دمشق (جنوب)، ومنع عن أهلها الطعام، فهو بالنسبة لنا عدو”.
وتتهم المعارضة السورية قوات بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية في عدة مناطق، أبرزها خان العسل والعتيبة وعدرا بريف دمشق (جنوب) وسراقب في إدلب (شمال)، بينما يتهم النظام مقاتلي “الجيش الحر” بالمسؤولية عن استخدام الأسلحة الكيميائية في تلك المناطق.
وتوقع علوش “أن يتخذ الائتلاف السوري قرارًا بالمشاركة في جنيف 2 من أجل مقاعد في وزارة الأسد، وكأن الشعب السوري قام بثورته من أجل هذا الثمن البخث”، على حد قوله.
وتذهب تحليلات إلى أن الائتلاف السوري سيذهب إلى “جنيف 2″ بعد تصريحات للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن نيسيركي، قال فيها إن الأمين العام، بان كي مون، التقى رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا يوم 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، وأن الأخير أبدى خلال اللقاء استعداد الائتلاف لإرسال ممثليه إلى مؤتمر “جنيف 2″.
وفي وقت لاحق عقد الجربا اجتماعًا مع قادة التشكيلات العسكرية، توصلوا فيه إلى أن التفاوض مع النظام السوري، في مؤتمر “جنيف 2″، سيكون “الخيار الأخير، وبضمانة عربية وإسلامية تسبق عقد المؤتمر من خلال جامعة الدول العربية”.
وحول آفق الحل للأزمة السورية إذا كان المسار السياسي من خلال “جنيف 2″ مرفوضًا من جانبهم، قال علوش: “بعد كل التضحيات التي قدّمها الشعب السوري لا يمكن القبول بحل سياسي يقزّم ثورتنا، ومن ثم فنحن ماضون في طريقنا حتى آخر قطرة دم”.
وأضاف: “بشار الأسد أصدر حكمًا بإعدامنا، فإما أن يتمكّن من تنفيذ حكمه، أو ننّفذه نحن فيه”.
وحول الشكوى من وجود خلافات مع تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” (داعش) وتحوّل الجيش الحر من قتال جيش النظام إلى قتال هذا التنظيم، قال علوش: “دعوناهم إلى إنشاء هيئة شرعية تحل الخلافات، وسيعلن عن تدشينها قريبًا”.
ومنذ مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ مما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 115 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، وشردت تسعة ملايين من أصل حوالي 22.4 مليون سوري، وفقا للأمم المتحدة.
(الأناضول)