استنكر الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، دعوة الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق في فيديو مسرب له مع قيادات الجيش والشرطة إلى ضرب من سماهم بـ “الخوارج في المليان”، فيما وصفها بـ “الفتاوى السامة، والتعليمات المشبوهة، والأحكام المسيسة”، والتي قال إنها “لا يعتمد فيها على ما يعتمد عليه العلماء، بل يعتمد ما يعتمده البلطجية”.
وعلق القرضاوي على دعوة المفتي السابق، متسائلاً: “كيف يكون الخوارج يا شيخ علي؟ وعلى من خرجوا؟ على مغتصب للحكم الشرعي؟ على مختطف للحاكم الشرعي الحقيقي؟، وكيف يكونون خوارج، ومن مقومات الخوارج أن يكون لهم سلاح، وأن يشهروه بالفعل على الحاكم الشرعي، ولم يثبت أن واحدًا من الإخوان وأعوانهم طوال شهر رمضان، وما قبله، وما بعده: كان معه أي سلاح”.
وأضاف: “لقد خرج الإخوان من بيوتهم إلى الميادين التي أقاموا فيها، والتي تظاهروا بها، وليس في أيديهم ولا حولهم أي قطعة سلاح، ولا أي نوع من السلاح، لا أبيض، ولا أسود، ولا مدفع، ولا بندقية، ولا مسدس، ولا خرطوش، ولا سكين ولا عصا، ولا حجر، ولا طوبة مما كان يملكه أطفال الحجارة في فلسطين. فكيف سَمَّى الشيخ علي هؤلاء خوارج، الذين قُتلوا بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله!
واعتبر أن “الخوارج الحقيقيين هم الذين خرجوا على الرئيس المنتخب، الواجب إطاعته وتنفيذ أمره، كما جاء في شرع الله، وأمر به الكتاب والسنة، وإجماع الأمة، وأقوال أساطين العلماء الصادقين، الذين أوصى الله أن نكون معهم دائما: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [ التوبة:119].
وردًا على ما ذهب إليه جمعة من أنه لا شرعية للرئيس المعزول لأن “الإمام المحجور في الفقه الإسلامي ذهبت شرعيته”، قال القرضاوي إن “الشرعية ثابتة يا جنرال علي بالانتخاب الذي أجرته الأمة”، وأضاف: “هذه الشرعية كالطود الأشم الراسخ، لا يستطيع عسكري ولا مدني أن يسقطها، أو يزحزحها عن مكانها”.
ووصف القرضاوي، جمعة بأنه “عار على الصوفية” ساخرًا من ادعائه بأن الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع مؤيد من قبل رسول الله وأولياء الله، بعد أن رأى في المنام ما يؤكد ذلك، قائلاً له “يا جنرال علي: إن منامك ومنام أمثالك حجة في الشرع، يحل بها ما حرم الله، ويحرم ما أحل الله!”
واستهجن القرضاوي ما اعتبره إضفاء للشرعية على ما حدث لمسجد (الفتح) بالقاهرة، من ويلات ومصائب، في تعليقه على ما قال جمعة في الفيديو المسرب بأنه “عندما رأيت صور مسجد الفتح بالزبالة والنجاسة والرعب الذي كانوا فيه. وكأن الله أنزلها في أولئك. مسجد حرقه رسول الله، لماذا؟ لأنه لا يريد هذه اللواعة، ولا هذا المكر، ولا هذا الإثم في الظاهر، والفساد في الباطن”.
وعلق قائلاً: “لم يكن في هذا اليوم (الذي شهد حصار المئات من المتظاهرين داخل مسجد الفتح) مجال لإيجاد الزبالة في مسجد الفتح. فقد كانوا من المصلين والمؤمنين والطاهرين، الذين يحبهم الله، وتحبهم ملائكته، ويحبهم المؤمنون، ولم يكونوا كما صورهم المزيف الكبير، من أهل النجاسة والزبالة، وما كان معهم أكل ولا شيء يقتضي ذلك”.
واعتبر القرضاوي أن “الذين نجسوا المسجد وشوهوه هم من دخلوه بعد ذلك، من رجال الأمن، ومن معهم من القتلة والسفلة، الذين منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وسعوا في خرابها”. واتهم ما أسماه بـ “الجنرال جمعة” بأنه “يحرف النصوص، ويتخرص على محكمات القرآن، ومستفيضات الأحاديث، ومواضع الإجماع، وما التقت عليه الأمة، ويقف ضد علماء الأزهر، وعلماء الأمة الإسلامية، ورجال السلف، وأئمة الدين، معتزا بأنه معه رجال الجيش”.