جرها تباعا على الانقلابيين، حيث بعد التسريبات الثلاثة لحديث السيسي مع قيادات الجيش، والتعهد بتأخير نشر أخطر المقاطع والجلسات السرية للوقت المناسب، فضلت قيادة شبكة رصد أمس إعلان وثيقة سرية جدا لمركز إدارة الأزمات بهيئة عمليات القوات المسلحة بوزارة الدفاع المصرية، تتعلق بسيناريو الصمود والدفاع عن الشرعية بالنفس الطويل “تشافيز”، ويشمل إجراءات الوزارات والأجهزة المعنية بالدولة لمجابهة الاستراتيجيات الواردة.
وأوضح التسريب الأول ضمن وثائق سرية من 20 صفحة استراتيجية القوة الناعمة التي كشفت الخطوات المتعلقة بالإجراء والإجراء المضاد والجهة المسؤولة عن التنفيذ، وقد بين البند الأول كيفيات الملاحقة القانونية لرموز الانقلاب العسكري – معترفين أنه انقلاب عسكري – بتكليف وزارتي العدل والإعلام بتكثيف حملات اعتقال ومتابعة قيادات ورموز الإخوان في قضايا التحريض وأعمال العنف وغيرها، تزامنا مع حشد تأييد وطني لرموز القوات المسلحة وتشكيل لجنة قانونية من خبراء القانون الدولي والإنساني للتواصل مع المنظمات الدولية لحقوق الإنسان .
وفيما يتعلق باحتجاجات المراكز الحقوقية الوطنية والدولية، تم تكليف المخابرات العامة ووزارة الخارجية، والأمن الوطني، وأيضا أجهزة الإعلام بتشكيل رأي عام مصري ضد نظام الرئيس المعزول محمد مرسي، في الوقت الذي تقوم فيه نفس الجهات بمتابعة أنشطة لجنة الدفاع عن الشرعية الدستورية في مصر التي تسعى لعودة شرعية مرسي ومحاسبة الانقلابيين، حيث أوردت الوثيقة المسربة تكثيف الاتصالات الدبلوماسية ودعمها بالدبلوماسية الشعبية مع عرض أكبر قدر من الصور والفيديوهات المضادة للإخوان وداعميهم وتكرار عرضها بصورة ملفتة .
وفي انتظار كشف الشبكة لمزيد من الأسرار والتسريبات الخطيرة، بات في حكم المؤكد أن الصراع بات يأخذ أشكالا أكثر خطورة وبمستوى عال من المجابهة التي كشفت بأن السيسي لديه أعداء كثر حتى من داخل القوات المسلحة، حيث لم يكن بمقدور الشبكة المقربة من الإخوان الحصول على هذه الفيديوهات والوثائق الخطيرة لولا دخول أطراف فاعلة في القيادة العسكرية نفس المعركة تزامنا مع تلميح بعض المصادر للدعم الخفي لرئيس الأركان السابق سامي عنان للإخوان، وهذا ما يفسر انتشار أخبار متواترة عن وضعه تحت الرقابة في الآونة الأخيرة .
(الشروق)