تفاقمت الضغوط على قطر البلد الذي سينظم مونديال كأس العالم 2022، من بلدان غربية ومنظمات دولية وأندية رياضية، في تزامن يثير حزمة من الشكوك حول دوافعها.
ففي الوقت الذي دعت فيه منظمة العفو الدولية قطر، إلى وضع حد لممارسات “الاستغلال” التي تطال العمال الوافدين عبر تعزيز حمايتهم وتطوير قوانين العمل، أعلنت وزارة العمل القطرية عن تكليف شركة محاماة عالمية مستقلة للتحقيق في “الادعاءات” التي لحقتها بشأن سوء أوضاع العمالة الوافدة.
وقال جيمس لينش الباحث في المنظمة لشؤون العمال الوافدين “نرى أن اجتماع عدة أشكال من الاستغلال قمنا بتوثيقها، يجعله يرقى إلى التشغيل القسري”.
وذكر لينش أن نتائج التحقيقات التي أجرتها منظمة العفو الدولية في قطر، سيتم نشرها في تقرير خاص في نوفمبر المقبل.
فيما قال علي أحمد الخليفي استشاري العلاقات الدولية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية القطرية إن “وزارة العمل باعتبارها ممثلة للحكومة القطرية في هذا الشأن، فوضت شركة (دي ال ايه بايبر) الدولية للمحاماة من أجل مراجعة جميع الادعاءات بطريقة مستقلة وإعداد تقرير عن صحتها للوزارة”.
وشدد المتحدث القطري على أن “حكومة دولة قطر تأخذ التزاماتها الدولية على محمل الجد، خاصة بعد صدور عدد من الادعاءات حول عدم تنفيذ بعض الاتفاقيات الدولية في شأن العمالة الوافدة”.
وتتزامن الضغوط الدولية مع خروج تظاهرات في زيوريخ للضغط على “الفيفا” لسحب امتياز تنظيم المونديال في الدوحة، فضلا عن تصاعد رفض غالبية دول أوروبا إقامة البطولة في فصل الشتاء لتعارضها مع نشاط الدوري المحلي لهذه البلدان.
وعرضت قطر استعدادها إقامة مونديال 2022 في أي فصل يختاره “الفيفا”، لكن هذا العرض لم يخفف من تصاعد الضغوط على الدوحة لسحب الملف منها في وقت مبكر.
وأوجدت الأندية والاتحادات الأوروبية ما يشبه التكتل، على تعارض مصالحها المادية مع إقامة المونديال في فصل الشتاء.
وسبق وأن فجر الاتحاد الأسترالي هذه القضية وأعلن أنه سيطالب بتعويضات، إذا أجبر على تغيير مواعيد مبارياته المحلية.
وعبر الاتحاد الدولي عن صعوبة إجراء البطولة في صيف الدوحة الملتهب، لكن الحلول المقترحة لتنظيم البطولة في الشتاء أو الربيع تبدو أخطر من صعوبة عقدها في الصيف.
ويرى غريك دايك رئيس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم أنه من المستحيل إقامة مباريات في الدوحة لشدّة حرارة الصيف في قطر.
وأشار إلى أنه ليس أمام الاتحاد الدولي إلا خياران: إما تغيير موعد البطولة إلى الشتاء، أو تغيير الدولة المضيفة إلى دولة أخرى.
ويتزامن ذلك مع إعادة فتح ملفات اختيار قطر لتنظيم المونديال، في إشارات إلى قيام الدوحة بدفع رشى بغية اختيارها.
ويرى المراقبون أن تزامن ضغوط “استعباد العمالة الأجنبية” مع اتهامات الرشى ورفض الأندية الأوروبية إقامة المونديال في الشتاء، فضلا عن ارتفاع صوت المنظمات الدولية، يؤشر إلى أن الحملة الغربية منسقة بشكل يجعل من الصعوبة على قطر مواجهتها.
ويستبعد المراقبون أن تسلم قطر بسهولة ملف المونديال بعد تصاعد الضغوط عليها، لاسيما بعد احتفالها بإنجاز يعد الأول في تاريخ هذه الدولة الصغيرة والغنية.