أثنى الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس “الاتحاد العام لعلماء المسلمين” على من قام بتسريب فيديو للفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع خلال اجتماع مع ضباط إدارة الحرب الكيماوية والذي يعود تاريخه إلى ديسمبر الماضي، عندما كان الرئيس المعزول محمد مرسي لا يزال بالسلطة.
واعتبر القرضاوي في خطبة الجمعة التي ألقاها بالدوحة اليوم، أن تسريب الفيديو الذي يظهر عن خطط للسيطرة على الإعلام في مصر يدل “على أن في الجيش المصري أناسًا مخلصين، السيسي ومن معه إذا ببعضهم يكسفهم ويورينا ماذا قال هؤلاء في شهر ديسمبر الماضي قبل أن يحدث ما حدث بشهور”.
وقال إن “هؤلاء لا يريدون أن يفرح الشعب بثورته.. لم يعاونوا محمد مرسي وقالوا إنه فشل، والله ما فشل، ده عمل أشياء كثيرة رغم أن وزراء الدفاع والداخلية والخارجية لم يعاونوه، كل هؤلاء الناس كانوا ضده، بمن يشتغل إذا لم يكن معه رجال.. ولم يكن راضيا عن نفسه، كان يريد أن يفعل أكثر وأكثر إذا وجد الرجال، فالإنسان ينتصر بمن معه من المؤمنين”.
وتابع: “أنا أقول محمد مرسي الرجل المظلوم الذي ظلمه هؤلاء الناس وافتروا عليه والله إنه لمن خير الرجال، ويوم يجد جوا يعمل فيه ويجد أناسا يعينونه سيفعل كل خير مصر، مصر تحتاج إلى الرجال المؤمنين”.
وقال القرضاوي إن مصر شاركت في 4 حروب هزمت في 3 منها (48 و58 و67) وانتصرت في واحدة (أكتوبر 73)، موضحا: “في 67 كان الجيش المصري مشغولاً بالسياسة، القائد العام للجيش المصري عبد الحكيم عامر وضباطه كانوا مشغولين بالسياسة ونسوا الجيش ودخلوا عليهم الجواسيس وفي يوم 5 يونيو 1967 دبروا الأمر وكان آخرون في تلك الليلة ساهرين مع المغنيات والمطربات والممثلات وفي صباح اليوم ضربوا المطارات المصرية ضربة قاضية لم تبق لها من باقية في ست ساعات، يقولون إنها حرب الأيام الستة والحقيقة أنها حرب الساعات الستة الأولي التى انتهت فيها المعركة التي انتصر فيها اليهود”.
وأضاف: “بخلاف ما كان عليه الناس في حرب 67، كان بعض الناس يخافون أن ينتصر عبدالناصر وتنتصر معه الديكتاتورية والاستبداد والغلبة على الشعب، أما فى هذا الوقت (يقصد وقت حرب أكتوبر 73) كان الناس يقولون يا رب انصر جيشنا، فإذا كانت الجيوش مع الشعوب، فإن الشعوب تدعو الله أن ينصرها، أما إذا خانت الجيوش الشعوب فهذه هي المصيبة.. ولذلك نحن ندعو جيشنا في مصر أن يكون مع الشعب، لأن الجيش حينما يكون ضده فإنه لا يدعو الله له، بل يتمني له الهزيمة لأنه انتصاره سيكون انتصارا على الشعب”.
ومضى القرضاوي قائلاً: “هذا الجيش المصري الذي نصره الشعب المصري والعربي والمسلمون في كل مكان في حرب 6 أكتوبر، قتل الناس بالآلاف من الذين كانوا في ميدان رابعة العدوية والنهضة وعند أمام الحرس الجمهوري وأمام المنصة في شارع النصر، ومن قتلوا فى أماكن ومحافظات شتي في مصر”. وتساءل: “إذا كان الجيش يقتل الناس كيف يكونون معه، هذا الجيش الذي يقتل الناس لابد أن يقاومه الشعب.. وأنا أري أن الجيش أغلبيته مع الشعب، ورأيت كثيرا من الضباط والجنود مع الشعب، والتقيت بهم وأراهم كلهم مخلصون، لكن هناك فئة يغريها هؤلاء الناس بالأكاذيب والفلوس أن يكونوا ضد الشعب وأفهموهم أشياء كاذبة وخاطئة ليس لها أساس أن هؤلاء (معتصمي رابعة والنهضة) معهم أسلحة ومدافع وقنابل وسلاح أبيض، وهذا كله كذب.. والله ما كان معهم أسلحة لا مدفع ولا بندقية ولا مسدس ولا سيف ولا سكينة ولا حجر حتى، يشهد الله والمؤمنون أنهم لم يكونوا مسلحين، وكان كل من يدخل هذه الميادين يفتشه القائمون عليها”. وذكر أن الجيش قتل معتصمي رابعة والنهضة بـ “الأسلحة الثقيلة المتطورة وأحرقوا من أحرقوا ودفنوا من دفنوا في مقابر جماعية لم تعرف بعد، وستعرف ويكشفها التاريخ، هناك حوالي ألف شخص يبحثون عن آبائهم وإخوانهم وأبنائهم غير الـ4 آلاف الذين قتلوهم والـ20 ألفا الذين أصابوهم وجرحوهم، وأكثر من 10 آلاف اعتقلوهم.. هؤلاء الناس فعلوا الأفاعيل وارتكبوا المظالم والفظائع في حق هذا الشعب في أسابيع معدودة.. فعلوا ما لم يفعله عبد الناصر والسادات ومبارك في 60 عامًا”.